املدينة: «تبادل األطباق الرمضانية».. عادة اندثرت !
على نطاق ضيق، مــازال تبادل األطباق الرمضانية بني الجيران منتشرا على استحياء، فيما ارتبطت هذه العادة الرمضانية القديمة بزمن «الطيبني»، غير أنها آخذة في االندثار، بعدما أصبح الجيران غرباء عن بعضهم، ولم يشفع لها، اعتبارها منذ فترة طويلة أحد أهم مميزات الشهر الكريم في املدينة املنورة. ويـــرى محمد مــاجــد أن تـلـك الــعــادة الـرمـضـانـيـة «تــبــادل األطــبــاق» تــعــزز روح التضامن والتكافل االجتماعي بني أفراد املجتمع، ويؤكد أنه كان حريصًا عليها هو وزوجته «أم فهد» قديمًا منذ أول أيام الشهر الفضيل طلبا لألجر والثواب، إال أنهما توقفا عن هذه العادة؛ ألن أكثر الناس لم يعودوا يتقبلون ما يرسلونه لهم من أطباق العتقادهم أنها «صدقة» وهم ليسوا بحاجتها!. أمـا أبـو فيصل، فيؤكد أن عــادة تـبـادل األطـبـاق واملــأكــوالت الشعبية بـني األهل والــجــيــران كـانـت منتعشة فــي الــقــدم، إذ يـتـبـادل الـنـسـاء تلك األطــبــاق الشعبية املـتـنـوعـة الــتــي تـشـتـهـر فـيـهـا الــســفــرة الـرمـضـانـيـة مــن بـــاب املــشــاركــة املعنوية واالجتماعية وكهدية وعربون محبة. بينما يرى العم صالح أن أغلب العادات الرمضانية الجميلة ذهبت مع زمن الطيبني، «حسب تعبيره»، ويؤكد أن العادات الحسنة لم تكن مقتصرة على شهر رمضان املبارك فقط، بل كانت طوال العام، مشيرًا إلـى أن تحسن مستوى املعيشة قد أدى إلـى اندثار عـادة تبادل األطباق الرمضانية. فيما يشير عبدالرحمن صالح إلى أن البيوت كانت قريبة من بعضها البعض، كما كانت القلوب وقتذاك، ولكن مع دورة األيام تباعدت البيوت والقلوب وذهبت تلك العادة الجميلة وغيرها من العادات الرمضانية، كالسهرات العائلية وغيرها ففقدنا تدريجيا كل مظاهر تبادل األطباق منذ إعدادها من النسوة إلى توزيعها على الجيران من قبل األطفال قبيل مدفع اإلفطار.