بعد فشل لقاءات بروكسل وفيينا.. «النووي اإليراني» جثة هامدة
عقوبات أمريكية قاسية على طهران
يكشف االعتراف اإليراني أمس األول أن االتفاق النووي «بات في العناية املركزة» مجددا إخفاق الجهود األوروبية الحثيثة ملنع انهيار االتفاق عقب االنسحاب األمريكي الذي أصابه في مقتل، ويبدو أنه لن يخرج من العناية املركزة إال جثة هامدة. ولــلــمــرة الــثــانــيــة خـــال أقـــل مـــن أســـبـــوع تـفـشـل االجتماعات األوروبــيــة اإليــرانــيــة فــي إنــقــاذ االتــفــاق الــنــووي مــن السقوط املهني. وبعد إخفاق اجتماع بروكسل الذي حضره بوق املالي جــواد ظريف أخـيـرا، كــان الفشل أيضا حليف اجتماع فيينا (الـجـمـعـة) الـــذي عـقـدتـه الـــدول املـوقـعـة عـلـى االتــفــاق النووي الستعراض نتائج جهودها في هذا املسار. واللقاء الذي عقد بتوسل إيراني وضم الصني وروسيا وفرنسا وبريطانيا وأملانيا، لم يتوصل إلى أية نتائج إيجابية سعى إليها النظام اإليراني للحصول على ضمانات تعويضية بعد الضربة األمريكية القاصمة. ومــــا يـــؤكـــد فــشــل املــســعــى اإليــــرانــــي هـــو حـــديـــث نـــائـــب وزير الخارجية اإليراني عباس عرقجي عندما قال: «نحن نفاوض.. لنرى ما إذا كان باستطاعتهم «األوروبـيـون» تقديم صفقة يمكن أن تمنح إيران فوائد رفع العقوبات»، وهو ما لم يحدث. واعـتـبـر عـرقـجـي أن الـخـطـوة الـتـالـيـة هــي إيــجــاد ضمانات لهذه الصفقة، وهو ما لن يحدث في نهاية مايو كما يتوقع املــالــي، إذ إن الـعـقـوبـات األمـريـكـيـة الـقـاسـيـة سـتـاحـق من يخرجون على النص سواء كانت أوروبا أوغيرها. ويعكس تـصـريـح عـرقـجـي أن طــهــران ستتخذ قــرارهــا بــالــخــروج أو الـبـقـاء فــي االتــفــاق بعد مـواصـلـة املــحــادثــات خــال أسابيع قليلة مرارة الفشل اإليراني وخيبة األمل. وفي محاولة لذر الرماد في العيون اعتبر الرئيس الروسي فـاديـمـيـر بـوتـني (الـجـمـعـة) أن الــوقــت لــم يـفـت بـعـد إلنقاذ االتـــفـــاق الـــنـــووي. ومــنــذ انــســحــاب واشــنــطــن تـسـعـى الدول املوقعة على االتفاق إلنقاذه عبر حملة دبلوماسية، إال أن جهودها أصابها الفشل الذريع حتى اآلن، حتى أن الوكالة الدولية للطاقة الـذريـة التي تعلن أن إيــران تنفذ التزاماتها، دعـــت طــهــران إلـــى الــذهــاب أبــعــد مــن االلــتــزامــات الـــــواردة في االتفاق لتعزيز الثقة.
وفــــي مــحــاولــة لــالــتــفــاف عــلــى االتــــفــــاق، أطــلــقــت املفوضية األوروبــيــة األســبــوع املــاضــي «قــانــون التعطيل» للحد من تأثير العقوبات األمريكية على الشركات األوروبية التي تريد االستثمار في إيران، بعد انسحاب واشنطن من االتفاق. تـوقـع املنسق فــي مـرصـد التشريع فــي لبنان املحامي الدكتور بول مرقص، فرض سلسلة جــديــدة مــن الـعـقـوبـات األمـريـكـيـة القاسية على النظام اإليراني في شهري أغسطس وأكــتــوبــر. وأكـــد مـرقـص فــي تـصـريـح له أمس بعد مشاركته في اجتماعات لجان الـكـونـغـرس األمــريــكــي، أن العقوبات املرتقبة ستكون على نحو تصاعدي سـيـؤدي فـي النهاية إلــى تقويض الــوضــع االقــتــصــادي واملــالــي في إيران. وكــشــف املــحــامــي الـلـبـنـانـي أن مناقشات الكونغرس تطرقت إلى دراسات عديدة منجزة من قبل باحثني كبار، أكدت أن ميليشيات «حــزب الـلـه» مسيطرة على لبنان وعـلـى النظام املصرفي، وهو ما أدى إلى التوجيه بمسار متشدد في فرض العقوبات. وأضاف «ملسنا أيضًا تشددًا غير مسبوق في الكونغرس لذلك ينبغي الحذر مــن الـعـقـوبـات الــقــادمــة»، الفـتـا إلــى أن برملانيني أمـريـكـيـني يـــرون أن فــوز «حـــزب الــلــه» باألكثرية في البرملان اللبناني سيجعله يطمع في حقيبة وزارة الـدفـاع. وتـابـع مرقص قـائـا: لبنان مدعو لـلـتـشــاور املــفــتــوح مــع مــا يــجــري واالطـــــاع على التشريعات القادمة قبل صـدورهـا، إال أن الدولة شبه غاشية، محذرا من أن ما جـرى تـداولـه بالغ التشدد والخطورة.