Okaz

أهالي حائل يتوارثون الكرم والشبات منذ

نار

- عثمان الشالش

يــــتــــ­وارث أهـــالـــ­ي حـــائـــل الـــســـخ­ـــاء، مــنــذ حاتم الطائي، وحتى يومنا هــذا، ويحرصون على اقتفاء أثـره في إكــرام الضيف وعابر السبيل، فالرجل الــذي ال زلنا نـتـداول قصص سخائه مــنــذ نــحــو 1500 عـــــام، كــــان لـــه مــوقــد شهير إلشــــعــ­ــال الــــنـــ­ـار فــــي أعـــلـــى جــبــل الـــســـم­ـــرة في حائل، ليهتدي إليه عابر السبيل ليال، وورث هــذه الــعــادة الجميلة ملــن بــعــده، حـتـى وقتنا الحاضر، بل هناك من حرص على أن تشتعل النار بطريقة متواصلة وال تخمد طيلة سنن عدة، منها شبة مبارك العبيكة (رحمه الله) أحد رجــــال الـــكـــر­م فـــي بــلــدة جــبــة في صحراء النفود (001شمال غرب حــائــل) الــتــي يــؤكــد كــثــيــر­ون أنها مـشـتـعـلـ­ة مــنــذ نــحــو 70 عــامــا ولم تخمد تحت أي ظرف. ويــردد أهالي جبة أن العبيكة كان ينام في املحكمة؛ وهي املكان املحاذي للوجار جالسا خوفا من أن يأتيه الضيوف القادمون مـن خــارج جبة فيجدونه نائما فتفوت عليه فرصة ضيافتهم، وللعبيكة كثير من القصائد التي تحث على السخاء وإكرام الضيف. وذكر نواف الغالب مختص في تاريخ جبة، أن الكرم في بلدات حائل مختلف، فهو متوارث منذ القدم، مشيرا إلى أن الناس فيها يتنافسون على إكرام الضيف منذ القدم. وقـــــال الـــغـــا­لـــب: «كـــانـــت القوافل تـأتـي مـن حـضـرمـوت متجه إلى الـــشـــا­م إضـــافـــ­ة الــــى تـــجـــار عقيل املنطلقن من القصيم شماال، عبر جبة، فيحرص أهاليها على وضع مـا يسمى بــ(املـشـرع) وهو بركة ماء أمام منازلهم، حتى تتزود القوافل منها». وأفــــاد سـلـمـان املـرعـيـد أن الشبة أنــــــــ­ـــواع، مـــنـــهـ­ــا الـــرســـ­مـــيـــة ولها طــــــابـ­ـــــع خـــــــــ­اص مـــــثـــ­ــل االلــــــ­ـتـــــــز­ام بـــــالــ­ـــوقـــــ­ت واملــــــ­ـكـــــــا­ن وإعـــــــ­ـــداد الــــقـــ­ـهــــوة وتـــســـت­ـــهـــدف في الـــغـــا­لـــب الـــضـــي­ـــوف من خــارج املنطقة بعكس الــشــبــ­ة الــعــادي­ــة الــتــي تستهدف املـــعـــ­ارف واألقـــــ­ــارب واألصدقاء مـع الحفاظ على األسـاسـيـ­ات في كــال الـنـوعـن مـثـل إعـــداد الـقـهـوة و طريقة تقديمها، مبينا أن الشبة فــي الــســابـ­ـق ال تــكــون فــي أوقـــــات الــعــمــ­ل مثل الضحى والعصر بعكس اآلن التي أصبحت في كل وقت. وأكـــد نــاصــر خـمـيـس الـثـويـنـ­ي أن والده ملتزم بالشبة منذ سنوات طويلة خلفًا لوالده عمير -رحمه الله- من بعد صالة الفجر يوميًا، مـبـيـنـا أن والــــده اضــطــر للعودة مــن الــخــبــ­ر قــاطــعــ­ا 1000 كــم متر إلى الجبة لشعوره بالتقصير تجاه شبة والده. وال يزال عبدالله املسلط الذي ناهز عــمــره 100 عــــام، مـحـتـفـظـ­ا بــالــشــ­بــة مـــن بعد صالة الفجر، ورغم وفاة أكثر أصدقائه ورواد مجلسه، إال أنه ملتزم بها، ألنها في رأيه شرف يــجــب أن يــحــافــ­ظ عـلـيـهـا حــتــى آخـــر يــــوم في حياتي. وتمسك محمد موسى الفاران بالشبة رغم ظروف عمله خارج جبة، وكان بعض ضيوفه يقولون له: ملاذا ال ترتاح يا أبا عمر؟ فيجيبهم بأن والده «يعيي» أي يرفض رغم أن والده متوفى قبل سنوات طويلة وهــــذا دلــيــل عــلــى الــتــزام­ــه بوصية والده رحمه الله.

 ??  ??
 ??  ?? سلمان المرعيد
سلمان المرعيد
 ??  ?? مبارك العبيكة
مبارك العبيكة
 ??  ?? نواف الغالب
نواف الغالب

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia