ال يا سعادة السفير.. عالقاتنا غير جيدة
نـــعـــرف ونـــعـــي جـــيـــدا أن مــهــمــة الـــســـفـــراء تعزيز العالقات وتلطيف األجواء عند التوتر والحرص على تأطير تصريحاتهم بلغة الدبلوماسية، ولكن في بعض األحيان تكون تصريحاتهم محل تساؤالت واستغراب عــنــدمــا تــكــون األوضـــــاع مــغــايــرة بـشـكـل واضــــح لتصريحاتهم ومــعــروفــة لـلـجـمـيـع. هـــذا الـتـمـهـيـد الــغــرض مــنــه الـتـعـلـيـق على تـصـريـح لسفيرنا فــي تـركـيـا ولـيـد الـخـريـجـي بمناسبة انعقاد امللتقى اإلعـالمـي التركي السعودي فـي أنـقـرة بتأريخ 23 مايو الجاري، وبداية ال نعرف ما هي مناسبة هذا امللتقى في الظروف الراهنة، وما هو الغرض منه، ومن هم اإلعالميون الذين شاركوا فيه من الجانب السعودي، وما هي املحاور التي تحدثوا فيها. يقول السفير بحسب ما قرأناه في بعض وسائل اإلعالم التركية إن «هناك أطرافا ووسائل إعالم وصحفيني يعملون على تخريب العالقات التركية السعودية املتجذرة والعميقة، ويحاولون نشر اإلشاعات والسموم فيها». ويضيف: «إن السعودية تتطلع إلى بناء الجسور وتطوير العالقات مـع تركيا التي شهدت تطورا الفتا في الفترة األخيرة في كل املجاالت»، ومؤكدًا «حرص امللك سلمان وأردوغــــان على تعزيز وتـطـويـر الـعـالقـات بــني البلدين السيما في ظل الظروف اإلقليمية املضطربة». هــذا كــالم الـسـفـيـر، ولـكـن مــع تـقـديـرنـا لــه فــإن الحقيقة املعروفة أن مــن يسعى إلــى تخريب الـعـالقـات بــني البلدين ليس وسائل إعالم وصحفيني مجهولني، بل هي وسائل إعالم تركية معروفة ورســمــيــة، وصــحــافــيــون أتـــــراك، وبــعــض املــرتــزقــة الــعــرب الذين يجندونهم، ووكالة األناضول الرسمية في مقدمة الجهات التي تنشر أخبارا مسيئة للمملكة واستفزازية لشعبها. بل دعنا نقول يــا ســعــادة الـسـفـيـر إن الـرئـيـس الـتـركـي أردوغـــــان هــو أول وأهم املسيئني للمملكة بتصريحاته العدوانية، وتـأتـي خلفه جوقة رسمية كبيرة من الذين يستهدفون اململكة برعاية رسمية. وأما القول بأن العالقات شهدت تطورا الفتا في الفترة األخيرة نتيجة حـرص امللك سلمان والرئيس التركي على تعزيزها في ظــل الــظــروف اإلقليمية املـضـطـربـة، فـإنـه قــول غـيـر صحيح وال يمكن تـمـريـره بـهـذه الـسـهـولـة مهما كـانـت األســبــاب، فالحقيقة أن اململكة تسعى بكل الوسائل لتعزيز العالقات لكن السياسة التركية تسعى بكل الـوسـائـل لتخريبها. تركيا تحالفت علنا مع األطراف املعادية للمملكة، والرئيس أردوغـان لم يتوقف عن اإلســاءة للمملكة بتصريحاته الالمسؤولة، وما زال مصرًا على أن تكون تركيا طرفًا فاعال في توسيع دائرة االضطراب وتأزيم األوضاع اإلقليمية، إنه يفعل كل هذا دون مراعاة ملواقف اململكة النبيلة التي لم تقابل اإلســاءة بمثلها، وحرصها املستمر على عالقات طيبة مع تركيا. األمور ليست خافية على الجميع بأن مشروع أردوغان يستهدف اململكة، ويسعى باجتهاد إلى اإلضرار بها، وبالتالي فنحن أشبه ما نكون في مواجهة مع السياسة التركية حتى نثق بأنها عدلت مسارها وتوجهاتها تجاه اململكة. * كاتب سعودي