Okaz

: «القبلة» و«فديتك» ليستا حترشًا

-

لحسن الظن والعفو، ولذلك وجد مبدأ حسن النية وأصل براء ة املتهم، وأن الشك والريبة اليصلحان مدارًا لالتهام، ولذلك البد من توافر دليل واحد على سوء النية وتحقق األذى الجنسي وتجاوز القيم واألخالق. وذكــر الجبر أن هـنـاك مناهج فـي تعريف التحرش فبعض الدول ككندا وأستراليا وفرنسا والواليات املتحدة وضعت تعريفًا محددًا للتحرش، وهذا ما اتجه إليه املنظم املـــحـــ­لـــي فــــي مــــشــــ­روع نـــظـــام مــكــافــ­حــة جريمة التحرش، حيث ع ّرف التحرش بأنه كل قول أو فعل أو إشــارة ذات مدلول جنسي يصدر من شـخـص تــجــاه أي شـخـص آخــر يـمـس جسده أو عرضه أو يخدش حياءه بأي وسيلة كانت، بـيـنـمـا هــنــاك دول أخــــرى كــالــنــ­رويــج والدنمارك اتجهت لتوصيف األفعال والتصرفات التي تنطبق عليها جريمة التحرش. ومن وجهة نظر الجبر أن السؤال حول التوسع أو التضييق قد ال يكون مثمرًا، لكن املتعني هو فهم فلسفة التشريع في محاربة التحرش، فهو جريمة تتضمن األذى الجسدي سواء املادي أو النفسي، وتجعل الضحية يشعر بعدم االرتياح، أو عدم األمان، أو الخوف، أو عدم االحترام، أو الترويع، أو اإلهانة، أو اإلساء ة، أو الـتـرهـيـ­ب، أو االنــتــه­ــاك أو أنـــه مــجــرد جــســد. مـوضـحـا أن إعداد النظام هنا فيه حفظ لكرامة اإلنسان، وحماية لصحته وعقله وشرفه، ورفع من قيمته، وبالتالي فأي تصرف أو فعل جنسي أخل بهذه الحقوق واملكتسبات فهو جريمة تحرش، ويبقى للقاضي السلطة التقديرية في تكييف الواقعة بالشكل الصحيح. وذكر املحامي فهد بارباع أن املشرع أوضح أن هذا النظام ليس هدفه فقط تطبيق العقوبات، وإنما له هدف آخر أسمى، وهو مكافحة هذه الجريمة والحيلولة دون وقوعها، وهــذا مـا نصت عليه املـــادة الثانية حينما أكــدت أن هدف النظام مكافحة الجريمة والحيلولة دون وقوعها وتطبيق الـعـقـوبـ­ات عـلـى مرتكبيها. فنجد أن مكافحة الـجـريـمـ­ة يسبق تطبيق العقوبات، وهــذا أمـر ممتاز جـدا وهــدف واضــح من والة األمـــر. وقــال بــاربــاع مـن يتحدثون أن إرسال رسومات القلب والوردة والقبلة املوجودة ضمن أجهزة الجواالت، يدخل في إطـار جريمة التحرش يرد عليهم بأن املشرع عرف التحرش عن أنه كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي، ولقيام الجريمة يجب أن تتحقق أركانها املادية (فعل ونتيجة) وركنها املعنوي (يكون هناك قصد)، ويجب كذلك أن يكون هناك نص نظامي واضح يدرج هذه الرسومات ضمن تطبيق أحكام النظام، وهذا األمر غير متحقق. وأكد بارباع أن النظام هدفه واضح فاألصل مكافحة الـجـريـمـ­ة ملـنـع وقــوعــهـ­ـا، فيجب أال نـتـوسـع فــي التفسير من أنفسنا ونشغل املجتمع بدال من توعيته، وال يعتقد أن السلطة القضائية والقضاة لديهم من الوقت واملساحة الكافية للنظر في قضايا تحرش من خالل (رسومات الجواالت).

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia