يا أمانة جدة.. جدة «أمانة» !
كتب رئيس تحرير «عكاظ» جميل الذيابي مقاال جــمــيــال عـــن جــــدة الــحــبــيــبــة، وفــــي زبـــــدة حديثه قـــال: «جـــدة غـيـر، بحاجة إلــى أمــني غــيــر». وأزيد على حديثه وأقــول هي بحاجة إلـى تخطيط غير، وعمل غير، واجتهاد غير أيضًا. فالعروس ال تكتمل بهجتها وتظهر بكامل زينتها ورونقها وجمالها إال إذا وقع على عقد االرتباط بها وتولى أمرها وأؤتمن عليها رجــل أمـني صــادق يرعاها ويهتم بها ويحتضنها كما تحتضنه، ويعيش بني أحيائها، وشوارعها، وأزقتها، ويمشي بها ال يمشي عليها، وال أن ينظر إليها من برج عاجي وينفصل عنها، ويرى ما يصيبها وما هو بحاجة ماسة إلى التفاتة جادة وعمل على (قدم وساق) إلصالح ما أفسده املفسدون! ومـع احترامي الشديد ألمينها السابق الـذي لم يكن قط أمينًا عليها -كـمـا يـجـب- مـع األســـف! يجب أن يعي ويـــدرك أصحاب املــعــالــي واملـــســـؤولـــون ثــقــل املــســؤولــيــة وحــجــمــهــا وتكاليفها الصعبة. فالتخاذل والتباطؤ والتقاعس عن القيام بما يستوجب عمله تجاه الوطن ليس من األمانة، وكنت قد قلتها سابقًا وأقولها مجددًا، يا أمانة جدة، جدة أمانة، وشوارعها أمانة، وأحياؤها أمانة، و(بالوعاتها) أمانة، وأهلها أمانة، وأرواحنا أيضًا أمانة، فحافظوا عليها وعلينا بعد مشيئة الله (باألمانة). حافظوا عليها وابـــدأوا بفتح امللفات التي (أكــل عليها الدهر وشرب) ولم يتحرك منها ساكنًا! عــالــجــوا مــشــاكــل الــصــرف الــصــحــي، سـفـلـتـوا (املــطــبــات) التي أصـبـحـت أكـثـر مــن هـمـومـنـا، رمــمــوا الـبـيـوت املـتـهـالـكـة، غطوا كيابل الـكـهـربـاء املـكـشـوفـة، التفتوا إلــى شبكات تـوزيـع املياه فــي األحـــيـــاء، وعــالــجــوا فــي املــقــابــل مـشـكـلـة تـصـريـف السيول الــتــي أصـبـحـت تــربــك وتـقـتـل فـرحـتـنـا بـهـطـول األمــطــار خوفًا على أرواحنا وبيوتنا وسياراتنا وجميع الطرق املؤدية إلى الشارع! دعـوا عنكم التكاسل والتخاذل وحاربوا الفساد الـذي نخر في مشاريع جدة السابقة حتى العظم، وكأنكم كنتم توجهون لنا رسالة بـأن نؤمن فقط بالقضاء والـقـدر عندما تحل أي كارثة لتعفوا أنفسكم من املسؤولية! أمانة املنطقة وأمينها هو املسؤول األول واملباشر عما يخلفه الـفـسـاد واإلهــمــال وعـــدم الـرقـابـة والتخطيط الـتـنـمـوي الجيد والذي ينهض باملكان ويشهد على ذلك الزمان. أنفعل كثيرًا من أجـل جــدة، مدينتي الحبيبة التي ال أستطيع (االنفكاك) منها وال عنها، جدة التي قال فيها البدر األمير (بدر بن عبداملحسن) وغنى لها فنان العرب وهو (يغازلها) قائال: «وكل ماجا الطاري في عرس وخطوبة، قلنا من هي العروس، قالوا جدة». أكــتــفــي إلـــى هــنــا، (رغـــيـــت) كــثــيــرا ونــشــف ريــقــي وأنــــا صايمة واشتهيت (لقيمات). حـفـظ الــلــه عــروســنــا وبــــارك فــي أمـيـنـهـا الـــقـــادم، وكـلـنـا أمـــل أن تختفي فــي حينه املـطـبـات ومـعـهـا جميع املــشــكــالت، وإن غدًا لناظره يا أمانة جدة لـ آت. * كاتبة سعودية