«الفول املبخر».. بطولة مطلقة على السفرة املكاوية
من الصعب أن يضع أهالي مكة املكرمة ترتيبًا أو أولوية ألطباقهم الرمضانية التي تميزت مائدتهم بحضورها، باعتبارها الرقم املشترك بـــن األهـــالـــي بـــا اســتــثــنــاء، وال يــغــيــب سيد األطــبــاق العتيقة (الــفــول املـبـخـر) عــن املائدة املـــكـــاويـــة الـــرمـــضـــانـــيـــة، فبعض الــنــســاء يــعــددنــه فــي املنزل عـــلـــى طـــريـــقـــة الــــجــــدات واألمـهـات فـي األزمنة الـــراحـــلـــة، وأخريات يـــخـــتـــصـــرن الوقت والــــــجــــــهــــــد بجلبه مــــن مــــحــــات الفول املـــنـــتـــشـــرة فــــي ربــــوع العاصمة املقدسة. وال يـــهـــم إن كـــــان الفول مـطـهـوا فــي املــنــزل أو جلب جـــاهـــزًا مـــن الـــســـوق مـــا دام يــنــكــه بــالــطــريــقــة املكاوية بـإضـافـة سلطة الطماطم والــكــزبــرة، ويبخبر بــالــفــحــم والــســمــن الــبــلــدي «الــــبــــري» ويؤكل بالشريك (السحيرة) أو التميس. ولــــم تــــزل الـــشـــوربـــة تــنــافــس جــمــيــع األطباق الرمضانية بامتياز، رغم تطور طريقة طهوها، والنكهات والحبوب التي تضاف إليها، بيد أن األهــــالــــي يــفــضــلــونــهــا بــالــحــب املجروش والصلصة الحمراء واللحم، والبعض يفضلها بــالــشــوفــان، فـيـمـا يــرافــقــهــا طـبـقـا (التقاطيع والـــكـــبـــدة). عـــــاوة عــلــى الــســمــبــوســة البيتي املكونة من نوعي الدقيق األبيض أو األسمر، ومنكهة بتوابل العيش، مضافا إلــيــهــا الــشــبــت مـــع حشوة الــلــحــم، وهـــي الحشوة الـــــرئـــــيـــــســـــيـــــة الــــتــــي اعــــتــــاد املكاويون عــلــى تــنــاولــهــا في الـــســـمـــبـــوســـة، رغم أن البعض يضيف إلـــيـــهـــا الـــعـــديـــد من الـــــحـــــشـــــوات أخـــــيـــــرا، كــــــالــــــجــــــن والــــــخــــــضــــــار والسجق. أما «السوبيا»، فهي تتصدر مــشــروبــات رمـــضـــان، ويتم إعــدادهــا مـن منقوع الخبز، ويحلى بالسكر، وينكه بالقرفه والهيل املـطـحـون، فيما يأتي في املرتبة الثانية عصير قمر الدين، والتمر الهندي والتوت.