الرقيب املسودي: «روحانيات احلد».. هديتي لرفاق الفداء في اجلنوب
لست وحدك في هذا الكون صائما
طفلة مصابة بكسر في ذراعها، على كرسي متحرك، تحيطها وجبات إفطار صائم في الحرم المكي، أمس. (تصوير: عبدالغني بشير) املــثــمــرة أيــضــًا تــصــوم ويكون صيامها بعد تساقط أوراقها، ألن األوراق للشجرة بمثابة األفواه، حيث إنها تستمد األوكـــســـجـــن والـــضـــيـــاء مـــن الــجــو وتقوم بــعــمــلــيــة الـــبـــنـــاء الـــضـــوئـــي. يـــبـــدأ صيام األشجار في فصل الخريف عندما تتساقط أوراقـــهـــا وتــتــوقــف جـــذورهـــا عــن الحركة. وعـــنـــد قـــــــدوم الـــربـــيـــع تــكــتــســي األشجار بـــالـــحـــلـــل الــــخــــضــــراء وتـــــتـــــوج بـــــاألزهـــــار املتفتحة وتنثر عبيرها في األجواء كأنها تـحـتـفـل بـالـعـيـد. الــطــيــور الـبـحـريـة أيضا تنهي صيامها وتشرع في استهاك الغذاء عند حلول الربيع ويتساقط ريشها البالي ويــنــمــو مــكــانــه ريــــــش جـــديـــد كــأنــهــا هي األخرى تمارس طقوسها الغريزية وتــــحــــتــــفــــل بــــالــــعــــيــــد وتــــتــــزيــــن بثيابها الجديدة! والخاصة أن هــنــاك نــبــاتــات وحيوانات كــثــيــرة تـــصـــوم مــثــلــنــا صومًا أشـــــد مـــن صــومــنــا فـــي تحمل الــــجــــوع والـــعـــطـــش ولسنا وحـــــدنـــــا فـــــي هــــــذا الكون صائمن وهذه سنة الله في خلقه. أجــــــــــــــــل! الــــــصــــــيــــــام، باإلضافة إلى حكمه وأســــــراره األخــــــرى، مــوعــد لــتــاقــي السنن الشرعية والكونية في الوجود. يقول الله سبحانه وتعالى في اآلية 16 من ََ سورة الحج: «ألــم تر أن الله يسجد له من َْ ََّّ َْ فـي الــســمــاوات ومــن فـي األرض والشمس َِ ََِ َِ َْ والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وك ِثير من النا ِس». «لـــــيـــــس مـــــــن ســــمــــع كــــمــــن رأى.. اســـتـــشـــعـــرت املــــثــــل حـــــن عانقت ريشتي الــلــوح ألرســـم روحانيات الــحــد الــجــنــوبــي».. يــقــول الرقيب بالقوات البرية امللكية السعودية بـــتـــبـــوك عـــلـــي املــــــســــــودي في حـــــديـــــثـــــه لـــــــــ«عـــــــكــــــــاظ» إن الــلــوحــة عـمـل فـنـي حديث داعـــــم ألبــطــالــنــا فـــي الحد الجنوبي، فقد عشت نفس ظــــــروفــــــهــــــم فـــــــي تلك املـــواقـــع قــبــل سنتن، وأشعر بما يشعرون بــــــه اآلن، أعــــرفــــه تــــمــــامــــا وتعرفه ريشتي ولوحاتي التي كنت أرسم عليها مشاهد من بسالة املرابطن على الحدود. ويـضـيـف املــســودي: غـــادرت الحد الــجــنــوبــي ملــوقــع آخــــر فـــي خدمة الــــديــــن والــــوطــــن لـــكـــن روحــــــي لم تـغـادره، وألن الـرسـم هـو الطريقة الــتــي أعــبــر بــهــا، وجــدتــنــي أرسم لوحة جديدة تحاكي الروحانيات الــتــي عـشـتـهـا ســابــقــا، ويعيشها زمائي اآلن، قمت بتسجيل مقطع فــيــديــو دعــــاء لـلـمـرابـطـن ليسهل وصــولــهــا عــبــر مـــواقـــع التواصل لـــلـــزمـــاء فـــي الـــحـــد الجنوبي، ومــــن ســبــق لـــه الــعــمــل معي هناك. فتلك األيــام العظيمة فـــي الـــربـــاط عــلــى الحدود والــــــــــــروحــــــــــــانــــــــــــيــــــــــــات الـــــــــرمـــــــــضـــــــــانـــــــــيـــــــــة التنسى. وجنودنا املـــــــرابـــــــطـــــــون على الحدود يستحقون مــــنــــا الـــكـــثـــيـــر فهم مــــــــــــن يـــــــصـــــــومـــــــون ويـــفـــطـــرون فـــي الـــخـــنـــادق وتحت أشـعـة الـشـمـس نــهــارا، ويبتهلون إلـــى ربــهــم بــالــدعــاء لــيــا مــن أجل أن ننعم باالمن واالمان. فلهم منا صـادق الدعاء أن يمن الله عليهم بالنصر والـتـمـكـن، وأن يعودوا لنا وألهلهم ساملن منصورين.