Okaz

ال تفسدها صحائف القطران

- عبد الرحمن شار

كيف كانت طقوس رمضان ولياليها في الظبية والقرى القريبة منها قبل 60 عاما.. وما هو املناح الذي كان يتناوب عليه األهالي؟ يحدثنا مؤرخ قريتي الراكب والظبية في صبيا موسى العقيلي عن تلك األيام، ويقول: قبل حلول الشهر بأيام كان الطلب يكثر من الفقراء على الحليب ويطلب الجار من جاره والصديق من صديقه شاة يرعاها ليشرب حليبا هو وأطفاله بصفة العارية املرتجعة وتسمى (املناح) يمنحها املقتدر للفقير شهرا أو شهرين أو سنة، وذلــك لعدم مـقـدرة الفقير على شــراء شــاة لحلبها واالنـتـفـ­اع بها، وإذا جــاء وقــت اإلفـطـار أخرج الصائمون صحافهم الخشبية السوداء املطلية بالقطران ومألوها باملاء ومعها حبات التمر األسـود أو األحمر أو اللنب فإذا شرب من صحفته تنسم منها رائحة املستكا. وعن طريقة حفظ األطعمة يشرح العقيلي، لم تكن هناك ثاجات والناس كانوا يستخدمون القرب والشنان، إذ تعلق في الظل وتعرض للهواء، وقبل أذان املغرب بربع ساعة يتجمع الصبيان حول منازلهم لسماع األذان ويجتمع الرعيان على أطــراف القرية ويــرددون اآلذان، وقبل اإلفطار تجهز ربـات البيوت الطعام، املكون من خمير الذرة أو الدخن ومغش اللحم الذي تفوح رائحته قبل أن تراه من تنوره من على بعد 100 متر ومن لم يجد لحما كان يستبدل ذلك باللنب الرائب أو القطيب أو السمن والسليط ويتبادل الجيران أطباق الفطور والسحور ومن كان موسرا ذهب بفطوره إلى املسجد القريب ليفطر معه املسافر والغريب، وفي بعض األيام يفطر الصائمون على الدجرة ومرقتها ويضاف إليها الحلبة البلدي وتخلط بالسليط، ومن كان يمتلك زبدة أو سمنا فيعتبر إفطاره شهيا. وعن العادات الرمضانية لكبار السن يقول العقيلي: كنا نمسك عن األكل والشرب وقت سماع املؤذن ونمنع الصغار من اإلفطار حتى ينتهي املؤذن ظنا منا أن الصيام غير مقبول لو أفطرنا قبل إتمام املؤذن لألذان. وكان املؤذن بخبرته يعرف الغروب وبعضهم كان يحمل ساعة سويسرية تسمى الصليب ال يلبسها في يـده، وإنما يضعها تحت صـدره ويخرجها لوقت الغروب العربي، فهي مؤقتة على العداد العربي ال التوقيت الزوالي. ثــم ينطلق كــبــار الــســن إذا سـمـعـوا نـــداء الـعـشـاء مــع الــتــراو­يــح فيصلي اإلمام مع املصلني صاة التراويح قرابة نصف ساعة وبعد االنتهاء من التراويح يسمر الجار مع جــاره والشباب مع بعضهم مدة ساعتني بعدها يتهيأ الجميع للنوم عند منتصف الليل، وكـــانـــ­ت مــســاكــ­نــهــم ومــســاجـ­ـدهــم مـــن الــقــش وإذا جــــاء وقت السحور يوقظ الجيران بعضهم بعضا من خال النداء البعيد عند الساعة الثانية ليا، فتقوم ربة املنزل بطحن حبوب الذرة أو الدخن ثم خبزه في التنور وإخراجه بعد ساعة من طحنه وخبزه وتقوم بهرسه بالحلبة والسمن مع السكر أو العسل وعندما يتم االنتهاء من وجبة السحور ينطلق من كان قارئا إلـى مسجد القرية يقرأ القرآن حتى تقام الصاة، وكانت املصاحف توضع في زنابيل وتعلق بداخل املــســجـ­ـد الــــــذي تـــقـــدر مــســاحــ­تــه بـــــــ02 مترا مـربـعـا تـقـريـبـا وبــعــد الـفـجـر ينطلق الجميع نحو الحقول واملـــزار­ع ورعــي األغـنـام حتى وقت القيلولة فيدخل الصائم في عشة أو عريشه أو شــجــرة بــــاردة مـبـلـا ثــوبــه بــاملــاء ليطفئ حرارة الشمس.

 ??  ?? أطفال أفغان يحييون ليالي رمضان بقراءة القرآن، أمس، في أحد المساجد شمال مدينة كابول، في أفغانستان، وفي اإلطار مسن أفغاني يبتهل إلى اهلل أثناء دعاء القنوت. (رويترز،
أطفال أفغان يحييون ليالي رمضان بقراءة القرآن، أمس، في أحد المساجد شمال مدينة كابول، في أفغانستان، وفي اإلطار مسن أفغاني يبتهل إلى اهلل أثناء دعاء القنوت. (رويترز،
 ??  ?? مؤرخ قريتي الراكب والظبية.
مؤرخ قريتي الراكب والظبية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia