Okaz

‪WOŽUL²łô« ÂuB « WH‬ K

- بشير أحمد ا Y نﺼاري @

عــنــد الــحــديـ­ـث عـــن الــصــيــ­ام قلما يــتــطــر­ق الـــبـــا­حـــثـــون إلـــــى تاريخ الــــصـــ­ـيــــام فــــــي اإلســــــ­ـــــــالم. اعتقد أنـــــه دون املـــعـــ­رفـــة بـــتـــار­يـــخ هذه الــفــريـ­ـضــة ال يــمــكــن فــهــم الصيام وفلسفته وحكمه ومقاصده فهمًا صحيحًا. ورغـم أن الصيام فـرض في العام الــثــانـ­ـي مـــن الــهــجــ­رة فـــي املدينة عـــلـــى الـــهـــي­ـــئـــة الــــحـــ­ـالــــيــ­ــة، إال أن السير تنبئنا أن الصحابة كانوا يصومون في مكة في العهد املكي كــذلــك. روى أن جـعـفـر بــن أبي طـــالـــب عــنــدمــ­ا هـــاجـــر إلى الحبشة قبل الهجرة إلى املــديــن­ــة بــســنــو­ات أراد أن يـعـرف بالنبي صلى الله عــلــيــه وســــلـــ­ـم للنجاشي فـــــــــ­قـــــــــ­ال: (ويـــــــأ­مـــــــرن­ـــــــا بــــالـــ­ـصــــالة والـــــزك­ـــــاة والصيام). عـــــــــ­ودًا عــــلــــ­ى بــــــدء نـــقـــول: لــقــد فرض الــــــــ­ـــصــــــ­ـــــيــــ­ـــــــام فـــــي مرحلتني، أوالهما فـي مكة والـثـانـي­ـة فـي املـديـنـة في العام الثاني من الهجرة. وما سنسلط الضوء عليه هنا هو الصوم املفروض في مكة، والذي يـــعـــكـ­ــس رســــالــ­ــة هــــــذه الفريضة ومقاصدها بجالء. روى الـبـخـاري ومسلم عـن سلمة بــــن األكــــــ­ــوع رضـــــي الـــلـــه عـــنـــه أن املـسـلـمـ­ني األوائــــ­ـل فــي مـكـة كانوا ملزمني بالصيام أو دفـع الفدية، وقـــد اتــفــقــ­ت آراء املــفــسـ­ـريــن كابن عــبــاس وابـــن مـسـعـود ومــعــاذ بن جبل ومجاهد وطاووس ومقاتل وابن حيان على أن اﻵية رقم 184 مــن ســــورة الــبــقــ­رة تـــدل عــلــى ذلك حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكني). نعم! لقد أمر الشارع املسلمني في ذلك الوقت بالقيام بأحد األمرين إما الصيام وإما دفع الفدية؛ مما يعني أن الله لم يترك لهم خيارًا آخـر غير هذين الخيارين اللذين يؤديان إلى نتيجة واحدة. إما أن يعيشوا األلم الذي يشعر به الفقراء والــــجــ­ــوعــــى مــــن خـــــالل الصيام، أو يـقـومـوا بـإطـعـام الـفـقـراء وسد جوعهم في الواقع. وعندما هاجر املـــســـ­لـــمـــون إلـــــى املـــديــ­ـنـــة املنورة وتكفلت دولـــة الــرســول بخدمات الــتــكــ­افــل االجــتــم­ــاعــي، عندها فرض الصيام على هيئته التي هو عليها اﻵن. عــــنــــ­دمــــا أعـــــلــ­ـــن النبي صــلــى الــلــه عـلـيـه وسلم دعـــــــو­ة الـــحـــق كــــــان أول مــــن اســـتـــج­ـــاب لندائه هـــم الــعــبــ­يــد واإلمـــــ­اء والــــفــ­ــقــــراء والنساء واألطـــــ­ــــــــــ­ـــفــــــ­ــــــــــ­ــال واألقـلـيـ­ات التي كــــــانـ­ـــــت تقطن مــكــة؛ مــثــل بالل وسـمـيـة وعــمــار وزيـــد رضـــي الله عنهم من العبيد الفقراء السابقني إلــى اإلســـالم ولـعـب الـصـيـام دورا مهما في أمر التكافل بينهم. إن الصياح وإلــقــاء الخطب حول اإلسالم مع إغفال البعد اإلنساني لهذا الدين والذي يكون االقتصاد جـزءًا مهمًا منه عبث ال طائل من ورائه، وأهداف الصيام حيال ذلك سـاطـعـة نـاصـعـة.يـمـثـل االهتمام بـالـجـانـ­ب االقــتــص­ــادي للمجتمع املـسـلـم مــحــورًا مـهـمـا مــن محاور الـدعـوة النبوية ويحتل رمضان مــوضــعــ­ا مــركــزيـ­ـًا فــي صــلــب هذه املنظومة الفكرية املتكاملة. * ﻣﺤﺎﺿﺮ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ )ﺇﺱ ﺇﻡ ﻳﻮ( ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺗﻜﺴﺎﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia