الذكاء االصطناعي.. عالج اإلعاقة السمعية
يطلب الرعاية الصحية نسبة غير قليلة ممن يعانون من اإلعاقة السمعية، سواء بشكل جزئي أو بشكل كامل وهذه الفئة تعاني مـن صعوبة الـتـواصـل مـع الطاقم الصحي واإلداري باملنشآت الـــتـــي تــعــنــى بــتــقــديــم الـــرعـــايـــة الــصــحــيــة، وفــــي ظـــل عــــدم إملام العاملن بمنشآت تقديم الرعاية الصحية بلغة اإلشـــارة وقلة عـدد مترجمي لغة اإلشـــارة، فا يتمكن من يعانون من اإلعاقة السمعية مـن الحصول على الرعاية الطبية املناسبة وأحيانا تحدث األخـطـاء نتيجة ســوء الـتـواصـل، قـد يقول قائل إن ذوي من يعانون من اإلعاقات السمعية ملزمون بمرافقتهم في حال احتياجهم ملراجعة منشآت تقديم الرعاية الصحية ألي سبب من األسباب، قد يكون ذلك صحيحا في حاالت األطــفــال أو كـبـار الـسـن، ولـكـن غـالـب من يعانون من اإلعاقة السمعية يمارسون حـيـاتـهـم بشكل طـبـيـعـي، ويعملون ويخدمون مجتمعاتهم، وليس من املــنــطــق تــحــويــلــهــم إلــــى عــــبء على أســــرهــــم بــحــيــث يـــتـــم إلــــــــزام األســــر بـمـرافـقـتـهـم فـــي كـــل مـــرة يراجعون مـرفـقـا صحيا، ليقوم ذووهـــم بمهام املترجم، خصوصا أن ذلك قد يتعارض مــع خـصـوصـيـة املــريــض املـكـفـولـة بالنظام والشرع، وقد يكون تدريب املمارسن الصحين على لغة اإلشارة صحيحا فـي حــال رغبنا فـي تعليمهم املـبـادئ األسـاسـيـة للغة اإلشــارة ولكن إتقانها باحترافية عالية يتطلب تدريبا طويا، كما يستلزم ممارسة مستمرة. وملــا كــان مــن أســاســيــات ســامــة املــرضــى وضـــوح الــتــواصــل بن املستفيد من الخدمة الصحية ومقدميها وبدال من هدر املوارد في محاوالت قد تنجح على املدى القصير ولكن نجاحها على املدى الطويل غير مضمون، فإن االستعانة بالذكاء االصطناعي ليقوم مـقـام املترجم لكل مـن املستفيد مـن الخدمة ومقدميها، االستفادة من التقدم التقني الهائل في مجال الذكاء االصطناعي في مجال الترجمة من وإلى لغة اإلشارة سيسهم بشكل أساسي فـــي وضــــوح الــتــواصــل وســاســتــه مــمــا يـقـلـل مـــن خــطــر حدوث األخطاء الطبية كما يحفظ كرامة املريض وخصوصيته. وحتى ال يـقـول قـائـل إن هــذا املـقـتـرح سيغلق بــاب توظيف املترجمن ويستبدلهم بروبوت، قد يكون هذا األمر صحيحا ظاهريا ولكن في الواقع فإن برمجة الروبوت ليقوم بمهام املترجم من وإلى لغة اإلشارة تستلزم تكون فرق عمل تتكامل فيها التخصصات التقنية مع اإلنسانية وبالتأكيد لن تكتمل هذه الفرق إال بوجود مــن يتقن لغة اإلشــــارة. أمــا مــن يـتـسـاءل إن كــان هـنـاك داع ملثل هـذا املقترح فسامة املريض وتوفير بيئة رعاية صحية تكفل له كرامته واحترامه سبب كـاف للجهات ذات العاقة للبدء في عملية التخطيط والتنسيق لتقديم الخدمة املناسبة لفئة مهمة من أبناء املجتمع.