إنهما يلتقيان
مـنـذ أكــثــر مــن عـشـر ســنــوات، أيـــام املنتديات وقبل أن يدلف الناس نحو الوسائل التعبيرية الجديدة كان هنالك تياران كامنان يعجنان في الخفاء ويتوقان للخروج والبدء بالتبشير العلني والتغيير املمنهج، تقريبا استخدما ذات األساليب واألالعيب واألفكار، ويلتقيان فــي رافــــد واحــــد كـبـيـر وهـــو اإلســــــاءة للدولة ومحاولة تقويض األمــن وزعـزعـة االستقرار وتغيير التركيبة الثقافية والـعـاداتـيـة التي نــشــأ عـلـيـهـا الـــنـــاس فـــي املــمــلــكــة. إحــــدى أهم سمات مواقع التواصل التعبيرية أنها كشفت هؤالء أمامنا وجعلت قدورهم مفتوحة، ربما تـكـون أطــروحــات جماعة اإلخـــوان املحظورة وكـيـفـيـة الــتــعــرف عــلــى أفـــرادهـــا وأساليبهم الـتـخـريـبـيـة قــد شــقــت طـريـقـهـا داخــــل الوعي املجتمعي ليس فقط في اململكة بل في العالم العربي كذلك. إنــمــا املــهــم الــيــوم هــو كـيـفـيـة تــوعــيــة الناس بخطر التنظيم اآلخــر الـنـسـوي أو الحقوقي الــــذي يــخــدع األفــــــراد بـنـعـومـتــه وبشعاراته اإلنـسـانـيـة الـتـي يرفعها، وبنوعية الاعبن والجمهور داخله. املـتـتـبـع لــهــذا الـتـنـظـيـم يـجـد أن خــطــورتــه ال تـقـل إطــاقــا عــن أي حــزب تخريبي محظور. لقد عمد الـعـديـد مــن الحقوقين واملطالبن بــإســقــاط الــواليــة إلـــى تـشـويـه سـمـعـة اململكة وشــعــبــهــا مـــن خـــال خــلــق أبــشــع التصورات والــســيــنــاريــوهــات املــمــكــنــة فـــي وعـــي الناس وأمام العالم ووصف مجتمعنا ومكتسباتنا بأقذر وألــذع األوصـــاف. لقد وضعوا أيديهم وإمكاناتهم في كف أي عدو أو عدو محتمل. عمليات الـتـخـابـر والــتــراســل والــتــواصــل بن الــشــخــصــيــات املــــؤثــــرة داخــــــل هــــذا التنظيم املـفـضـوح وخــارجــه مــع املـنـظـمـات والهيئات واملـــؤســـســـات الــخــارجــيــة املـــدعـــومـــة مـــن قبل أشـــخـــاص وجـــهـــات عــــــدوة ومـــغـــرضـــة كانت واضــحــة لـــدى املـتـتـبـع الـحـصـيـف ملــســار هذه الحركة القميئة. استخدموا قضايا وحوادث محلية فــرديــة بـغــرض اإلســــاءة والتحريش. تــجــيــيــش األتــــبــــاع وتــخــبــيــب الـــصـــغـــار على املسلمات والتقاليد كانت إحدى أبشع طرقهم للنيل من اململكة وزيادة سقف املطالب التي ال تنتهي وتقصد نهاية واحدة إشاعة الفوضى وتبريح أرضية مناسبة للتغيير! بعد القرارات التاريخية اإلصاحية والتي صبت كلها في صــالــح املــــرأة الـسـعـوديـة وبــعــد أن خـفـت ذاك الصوت النشاز الذي كان يقف أمام أي تحرك إصــاحــي وتــنـمــوي لـصـالـح الــبـلــد، بـعـد هذا كله زاد عويل من يسمون بالنشطاء، نشطاء التهييج، وزادت تحركاتهم وبـدأوا بالتحرك فــي جـبـهـات أخـــرى لــم تـكـن فــي جعبتهم من قبل، واالصطفاف ضد الحركة الرؤيوية التي تقودها الــدولــة، وإلباسها لباس االستغال والسقوط والتهكم بأدق تفاصيلها. نعم، لقد كانت حملة إيقاف بعض رموزها في الداخل ضــربــة مـعـلـم مـــن قــبــل أمـــن الـــدولـــة، وجاءت فـي حينها نظير مـا سـعـوا لعمليات خبيثة ومشبوهة، وهنا أبارك للدولة مجدها، وأشيد بفضلها وعطائها، والحمد لله من قبل ومن بعد، وللحديث بقية.