Okaz

إنهما يلتقيان

- عبدالرحمن منسي

مـنـذ أكــثــر مــن عـشـر ســنــوات، أيـــام املنتديات وقبل أن يدلف الناس نحو الوسائل التعبيرية الجديدة كان هنالك تياران كامنان يعجنان في الخفاء ويتوقان للخروج والبدء بالتبشير العلني والتغيير املمنهج، تقريبا استخدما ذات األساليب واألالعيب واألفكار، ويلتقيان فــي رافــــد واحــــد كـبـيـر وهـــو اإلســــــ­اءة للدولة ومحاولة تقويض األمــن وزعـزعـة االستقرار وتغيير التركيبة الثقافية والـعـادات­ـيـة التي نــشــأ عـلـيـهـا الـــنـــا­س فـــي املــمــلـ­ـكــة. إحــــدى أهم سمات مواقع التواصل التعبيرية أنها كشفت هؤالء أمامنا وجعلت قدورهم مفتوحة، ربما تـكـون أطــروحــا­ت جماعة اإلخـــوان املحظورة وكـيـفـيـة الــتــعــ­رف عــلــى أفـــرادهـ­ــا وأساليبهم الـتـخـريـ­بـيـة قــد شــقــت طـريـقـهـا داخــــل الوعي املجتمعي ليس فقط في اململكة بل في العالم العربي كذلك. إنــمــا املــهــم الــيــوم هــو كـيـفـيـة تــوعــيــ­ة الناس بخطر التنظيم اآلخــر الـنـسـوي أو الحقوقي الــــذي يــخــدع األفــــــ­راد بـنـعـومـت­ــه وبشعاراته اإلنـسـانـ­يـة الـتـي يرفعها، وبنوعية الاعبن والجمهور داخله. املـتـتـبـ­ع لــهــذا الـتـنـظـي­ـم يـجـد أن خــطــورتـ­ـه ال تـقـل إطــاقــا عــن أي حــزب تخريبي محظور. لقد عمد الـعـديـد مــن الحقوقين واملطالبن بــإســقــ­اط الــواليــ­ة إلـــى تـشـويـه سـمـعـة اململكة وشــعــبــ­هــا مـــن خـــال خــلــق أبــشــع التصورات والــســيـ­ـنــاريــو­هــات املــمــكـ­ـنــة فـــي وعـــي الناس وأمام العالم ووصف مجتمعنا ومكتسباتنا بأقذر وألــذع األوصـــاف. لقد وضعوا أيديهم وإمكاناتهم في كف أي عدو أو عدو محتمل. عمليات الـتـخـابـ­ر والــتــرا­ســل والــتــوا­صــل بن الــشــخــ­صــيــات املــــؤثـ­ـــرة داخــــــل هــــذا التنظيم املـفـضـوح وخــارجــه مــع املـنـظـمـ­ات والهيئات واملـــؤسـ­ــســـات الــخــارج­ــيــة املـــدعــ­ـومـــة مـــن قبل أشـــخـــا­ص وجـــهـــا­ت عــــــدوة ومـــغـــر­ضـــة كانت واضــحــة لـــدى املـتـتـبـ­ع الـحـصـيـف ملــســار هذه الحركة القميئة. استخدموا قضايا وحوادث محلية فــرديــة بـغــرض اإلســــاء­ة والتحريش. تــجــيــي­ــش األتــــبـ­ـــاع وتــخــبــ­يــب الـــصـــغ­ـــار على املسلمات والتقاليد كانت إحدى أبشع طرقهم للنيل من اململكة وزيادة سقف املطالب التي ال تنتهي وتقصد نهاية واحدة إشاعة الفوضى وتبريح أرضية مناسبة للتغيير! بعد القرارات التاريخية اإلصاحية والتي صبت كلها في صــالــح املــــرأة الـسـعـودي­ـة وبــعــد أن خـفـت ذاك الصوت النشاز الذي كان يقف أمام أي تحرك إصــاحــي وتــنـمــو­ي لـصـالـح الــبـلــد، بـعـد هذا كله زاد عويل من يسمون بالنشطاء، نشطاء التهييج، وزادت تحركاتهم وبـدأوا بالتحرك فــي جـبـهـات أخـــرى لــم تـكـن فــي جعبتهم من قبل، واالصطفاف ضد الحركة الرؤيوية التي تقودها الــدولــة، وإلباسها لباس االستغال والسقوط والتهكم بأدق تفاصيلها. نعم، لقد كانت حملة إيقاف بعض رموزها في الداخل ضــربــة مـعـلـم مـــن قــبــل أمـــن الـــدولــ­ـة، وجاءت فـي حينها نظير مـا سـعـوا لعمليات خبيثة ومشبوهة، وهنا أبارك للدولة مجدها، وأشيد بفضلها وعطائها، والحمد لله من قبل ومن بعد، وللحديث بقية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia