Okaz

حلقات العبادة عبر القناة السنابية

- بسمة إبراهيم السبيت

العبادة عمل خـاص بن العبد وربــه، واالتـصـال الـروحـي بالله ال يكون إال في جو من السكينة والطمأنينة، وبمعزل عن كل مثير يشتت هذا االتصال العميق، وكيف إذا كان هذا االتصال في أفضل الشهور شهر رمضان املبارك، الشهر الذي يتقرب فيه الناس إلى ربهم ويتضرعون له علهم يفوزون بعفوه ورضاه ورحمته، ولكن هذه الروحانية أفسدتها قنوات التواصل التي استطاعت بسحرها العجيب أن تشوش التواصل بن العبد وربه في أقدس اللحظات، ففي كثير من األحيان تصبح تلك القنوات نقمة على أصحابها وليست نعمة، وربـمـا كانت تــدر عليهم األمـــوال ولكنها أفقدتهم نعمة العيش بسكينة وطمأنينة، نعمة العيش بهدوء بعيدًا عن توثيق لحظات حياتهم وواقعهم املسروق. فمنذ متى واملصلي يحمل هاتفه ويلتقط صورا له سواء في مصاه أو أثناء دخوله أو خروجه من املسجد ليبث للعاملن «الحمد لله انتهينا من صاتنا» أو «الحمد لله أنهيت الجزء كذا أو كذا من الــقــرآن»، أو تلك التي تصور جــزءا مـن رداء صاتها ومصحفها وسبحتها جزاها الله خيرا كي تقول ملتابعاتها الكريمات إنها في حالة روحانية وعبادة وعليهن أن يستغللن فرصة هذا الشهر في التقرب إلى الله عز وجل، أو تلك التي تلتقط الصور ألبنائها وهم يضعون بقايا أطعمة موائدهم الشهية في أوعية للطيور. كل هذه األعمال العظيمة التي يقومون بها كم ستكون صادقة لو أشاروا إليها بمقاطع عامة أو صور ومنشورات تحث على العبادة والصدقة في رمضان ولن تعرضهم للرياء في العبادة أو إلساءة ظن اآلخرين بهم وتنمرهم عليهم، ألن هذا الفعل يتنافى مع العرف والعادة التي اعتادوا عليها وهي «خصوصية العبادة». فـي الختام نأمل مـن أبـطـال السناب العظماء أن يتوقفوا عـن بث لحظات تعبدهم وتهجدهم وأن يستمتعوا بلذة العبادة بعيدا عن أضواء عدساتهم الساحرة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia