األديب مفتاح: آذاني موسيقية ال تعرف بحور الشعر
استجلبت ذاكرة األديب الشاعر إبراهيم مفتاح، ذكريات عـقـود خلت للحديث عـن حياته ورمــضــان فـي جزيرة «فـرسـان» وعــادات أهلها في نهار الشهر ولياليه، في أمسية «رمضان.. الثقافة ألـوان» بنادي جازان األدبي، تجلى فيها الشاعر أحمد البهكلي بنصوص وطنية، وقرأ قصيدة «املوعد» ترحيبا برمضان، وأخـرى رثاء في فقيد العلم بمنطقة جازان ومحافظة ضمد يحيى عــاكــش، واخـتـتـم األمـسـيـة بقصيدته املـعـروفـة «عجن نار». مــفــتــاح اســتــرجــع حــيــاتــه أثــنــاء الـــدراســـة، مــوضــحــا أن الــحــصــة كــانــت نــصــف ســـاعـــة، وكـــــان الـــعـــرق يتصبب منهم بسبب الـحـر الـشـديـد وانــعــدام الـتـهـويـة، وكانت إدارة املعهد تراعي ظــروف املغتربن من أماكن نائية فـتـسـرحـهـم قــبــل مــوعــد اإلجـــــازة بــيــوم واحـــــد، متذكرا أصدقاء جمعت الدراسة بينهم؛ منهم: الدكتور هاشم عبده هاشم ومحمد الدريبي والحاج بريك، وعاد إلى ذلـك املعلم الفلسطيني الــذي كـان شـاعـرا وكــان لـه دور في صقل موهبته وتشجيعه، مشيرا إلـى أنـه قـرأ على مسامع محمد العقيلي والشاعرين محمد السنوسي وابـنـه محمد، وقــرأ أشـعـار أبـي القاسم الشابي وإيليا أبي ماضي، معترفا أن له أذن موسيقية تعرف األوزان وال تعرف بحور الشعر. وفي حديث عن عبق األمكنة والتاريخ للجزيرة الحاملة «فــرســان» قــال مفتاح: «يستعد أبـنـاء فـرسـان لرمضان ابتداء من نصف شعبان، ويستخدم النساء أدوات البيئة الفرسانية فـي وضــع األلـــوان على الـكـراسـي الخشبية املعروفة بـ «القعائد»، مشيرا إلى فرسان غنية بالقواقع البحرية التي تزين بها النساء رؤوســهــن، وموضحا أن رائحة «املستكى» وجذور «البشام» املتيبسة تجعل لـجـزيـرة فــرســان رائــحــة فــريــدة مــن خــالل «املشربيات» التي تبخر بتلك الروائح لتعطي للماء نكهة مميزة. وأوضـــح أن نـسـاء فــرســان بـعـد االنــتــهــاء مــن أشغالهن يــقــضــن بــعــض الــلــيــل بـــــ «الـــعـــتـــمـــة» فــــي املسامرات، ويمضن الليل في صنع «الكوافي» و«الزنابيل»، أما الشباب فيروحون عن أنفسهم ببعض األلعاب الشعبية مثل لعبة «املداويم» واألهازيج الرمضانية، في الوقت الـــذي تـخـرج «الـتـنـانـيـر» مــن أفــواهــهــا رائــحــة األطباق الـفـرسـانـيـة الشعبية، ويـشـهـد الـلـيـل تنافسا بــن قرى فرسان في األلعاب الشعبية. وعن رمضان والتعبد فيه، قال مفتاح: إن املؤذن ينادي فـي الليل 3 مــرات متفاوتة؛ منها نــداء «الـوقـيـدة» كي تستيقظ الـنـسـاء لتجهيز الـسـحـور، ونـــداء للقيام من أجل السحور، والثالث للصالة، موضحا أن «عصاري» رمضان (قبل املغرب) كان يباع فيها السمك والخضار.