وزارة للمستقبل!
منذ أن تـم إلـحـاق الثقافة بـــوزارة اإلعــام وثمة اعـتـراض يكشف عن أهمية (الثقافة واإلعـام)، وأن عمق كل منها بحاجة إلى التخصص يـــتـــوازى مـــع ذلـــك الــعــمــق، خــاصــة أن الــعــنــصــريــن يــمــثــان عجلتني رئيسيتني فــي مصطلح (الــعــوملــة)... وهــو املـصـطـلـح الـــذي ظـهـر في التسعينات مبشرا أن القوى القادرة سوف تخضع العالم إلى ثقافتها وهيمنتها من خال ثاثة عناصر، وهي: الثقافة، واإلعــام، والقوى االقتصادية. وهــا هــي الـعـوملـة سريعة الخطى حتى أن املهلة قصيرة ألن تلحق الــدول بعضها ببعض وتسد الفجوة قبل أن تصبح األســواق حكرا للقادر املقتدر من الــدول املطبقة لشروط تلك العوملة، بينما املتأخر عليه (الــعــوض) وســوف يكون خــارج الـزمـن ليتسلى بتاريخه الذي انقرض ولـم يعد له وجــود.. وألن العالم ال يفكر في املتقاعسني فقد امتدت خطوات العوملة وأخذت في التنامي لكي تسود في مواقع ذات األثر على القرارات الدولية. ومـــع اســتــقـال الـثـقـافـة عــن اإلعــــام نــكــون قــد وضـعـنـا كــل عـجـلـة في مسارها، وصار علينا حرق املراحل. فمن أين يبدأ ذلك الطموح؟ هل يحدث ذلك من آخر نقطة وصل إليها العالم فـي ترتيب أولـويـاتـه أم تـكـون لنا أولـويـاتـنـا الـخـاصـة، وهذا يعني وجود فجوة ثقافية وزمنية قبل اللحاق بالركب. في ظل هذه املعطيات ما الذي يمكن لوزارة الثقافة البدء فيه؟ هل ستكون امللفات القديمة التي لم تجد حا هي أولويات الوزارة؟ أم سـتـكـون الـضـلـع الـثـالـث لــإعــام واالقــتــصــاد إلنــجــاز الــــدور الذي يضعنا ضمن الدول املؤثرة، وأال نتحول إلى سوق ليس أمامها سوى إيصال الطرد!؟ ومــاذا عن القوى الناعمة هل يمكن استثمارها في حزمة واحــدة أم يتم تفريق (العصا) التي إذا اجتمعت أو على طريقة: هذا ينفع وهذا ال ينفع؟ وكيف لنا التوفيق بني وزارة الثقافة وهيئة الثقافة، وما هي األدوار املوكلة لكل منهما؟ عشرات األسئلة وامللفات ننتظر اإلجابة عليها من قبل الوزارة الناشئة، على األقل خلق اطمئنان بأننا في عجلة من أمرنا لكي نلحق بالركب ونسد الفجوة الزمنية والثقافية بيننا وبني املتقدمني ثقافيا.