Okaz

والشيخ الغامدي يستحق

-

عــودة الـدكـتـور عبداللطيف آل الشيخ كـوزيـر يعني حصافة الــقــيــ­ادة فــي اخــتــيــ­ار الــكــفــ­اءات لـتـولـي املــســؤو­لــيــات اإلداريـــ­ــة، كــمــا يـعـنـي انــتــصــ­ارا فـعـلـيـا ملــن وقـــف ضــد املـسـيـئـ­ني للوطن باسم الدين... ويعني أيضا أن مفكري وكتاب البلد كانوا هم األصوب والدروع الحقيقية التي تلقت سهام املتشددين بقلب ال يخاف. وكثير جـدا ممن جابه التشدد واإلرهــاب واإلخـــوا­ن، تعرضت حياتهم لشتى سبل التضييق والتهشيم، فتم إعفاء البعض من أعمالهم، والتضييق في معاشهم، وتعرضت سيرهم إلى أشـد أنــواع الشتائم، والحقتهم التهم كتهمة أنهم ضد الدين والــوطــن، وتــحــرك وعـــاظ اإلخــــوا­ن ومــريــدو­هــم إلســقــاط رموز وطنية رفضت أن تخضع للتدليس على الناس باسم الدين، وكانت مواجهة عنيفة ووحشية ضد كل من كشف الغطاء الذي يستتر به أولئك املتشددون، وتعرية خطب الوعاظ املسيسة. كــان الكتاب هـم رأس الحربة التي حملها الـوطـن للدفاع عن وجــوده وأمـانـه وسالمته من التطرف واملتطرفني بإظهار أن الدين ليس كما تم إشاعته بني الـنـاس، وتحويل الحياة إلى محرمات من أجل تمكني اإلخوان من الوصول إلى السلطة... في تلك املعركة الشرسة لم يناصر أولئك الكتاب واملفكرين أحد بل كان الجميع يتنصل من املساندة، وكانت كل الوقائع واألحداث اإلرهابية تحدث في البالد من قبل املسيسني دينيا، وفي كل واقعة نجد أن املفكرين والكتاب هم من يحمل لواء الوطن لكي ينتصر على (الدجالني) من املتاجرين بالدين.. وقد أثبت الواقع صحة حجج املستنيرين من أبناء الوطن في وقوفهم املستميت ضد مؤدلجي الدين. وألن املـنـاسـب­ـة هــي انـتـصـار مـعـالـي الــدكــتـ­ـور عبداللطيف آل الشيخ بتقدير الدولة له كشخصية مقاتلة، حني وقف بصالبة ضـد كـل املـمـارسـ­ات الخاطئة التي كـان يمارسها اإلخــوان من خـالل هيئة األمــر باملعروف والنهي عـن املنكر، وقـد استطاع كشف أالعيبهم وممارساتهم التي لم ينزل الله بها من سلطان، وكشف أمــواال كانت تصل للهيئة يستفيد منها البعض من غير وجه حق، وكشف العشرات من األخطاء التي وقف ضدها (وفي وقفته وقف معه الكتاب أيضا).. وأن يتم تنصيبه وزيرا للشؤون اإلسالمية، أنتهز هذه الفرصة -وأنا أدرك أن هذا األمر في بـال املسؤولني- ألطالب بـرد االعتبار ألشخاص كانوا من البدء مجابهني وذائدين عن الدين الحقيقي ورافضني كل ما يمارس باسم الـديـن... ومـن هــؤالء الذين تعرضوا لكف يدهم عــن الـعـمـل (كــمــثــا­ل) هــو الــدكــتـ­ـور أحــمــد قــاســم الــغــامـ­ـدي حني تكالبت عليه األسهم والسيوف في قطع رزقه وتشويه سمعته والنيل منه ومن عائلته، فقط ألنه وقف ضد تجار الدين، ومن اإلنصاف عودة الدكتور أحمد قاسم الغامدي إلى وظيفة ترد لـه شيئا مـن االعتبار وتمسح عنه الضيم الــذي لحق بــه، وال أعتقد أن مواقف الدكتور الغامدي خافية عن أحـد ممن كان شاهد عصر كــان فيه املـتـشـدد­ون هـم حملة الصولجان، وهم من يرفع ومـن يخفض.. ورد االعتبار شـيء يسير مقابل تلك التضحية الكبيرة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia