العاصوف.. عصٌف بالذاكرة
منذ أكثر من ثماني سنوات وأنا أكتب رواية.. وهـــــي بــمــثــابــة وثــيــقــة تــاريــخــيــة اجتماعية لــلــريــاض مــنــذ عــــام م1969-1919 أي أنها تنتهي مع بداية زمن مسلسل العاصوف. وعلى الرغم من أن روايتي تحكي قصة وليست مجرد صور اجتماعية إال أن الصور أخذت مني وقتا كثيرا.. وجعلت الحبل الدرامي يــهــزل أمـــــام كـــم مـــن املــعــلــومــات والــحــكــايــات االجتماعية املنفصلة، وهــذا ما حـدث ويحدث في مسلسل العاصوف، ولكن ألني أكتب رواية تقرأ وليس مسلسال يشد املشاهدين إلى الصور، توقفت عن الكتابة على أمل أن أستطيع تجاهل الـصـور االجتماعية الـجـاذبـة واألحــــداث الـتـي غـيـرت حتى من نمط اللهجة املحكية، وكيف تولدت مفردات جديدة في مجتمع الــريــاض، أو لعلي فـي يــوم مـا أفـقـد دهشتي بذلك املجتمع وأبدأ بالكتابة. هـذه األيــام أنظر إلـى العاصوف بعني الناقد أمــام ضحالة نقد التويتريني في أن هذه الصور االجتماعية في مسلسل الـعـاصـوف دخيلة على الــريــاض، بينما هـم الــدخــالء على مدينة منطوية على أســـرار ال أحــد يعرفها حتى فـي زمن الطيبني.. الـدخـالء مـن النقاد أيــا كـانـوا يثيرون (التقزز).. نعم أعرف أن هذه الكلمة موغلة في الضحالة تجاه الرأي ولكن هذا هو الواقع الذي يحدث مع نقد ضحل تجاه صور اجتماعية حقيقية يقسم على صدقها اآلباء واألجداد الذين عــاشــوا فــي الــريــاض، فــي ذلــك الــزمــن، ولـيـس أهــل الرياض الجدد الذين جاءوا مع زمن (شارع أنكاس)، شرق الرياض. رحم الله الدكتور عبدالرحمن الوابلي الذي ال بد أنه عاش شطرا من طفولته في وسط الرياض القديمة، حيث استطاع أن يلمس كثيرا مـن تلك الـصـور التي أســرت لبه عـن قصة درامية طرزت في ذلك الزمن.. كان صادقا في نقل القصص االجتماعية، حتى وإن فرطت منه ومن املشرف العام الفنان نــاصــر الــقــصــبــي بــعــض الــتــفــاصــيــل، الســيــمــا فـــي اللهجة والــكــلــمــات الــجــديــدة الــتــي لــم تــكــن مــعــروفــة لـــدى مجتمع الرياض في التسعينات الهجرية من القرن املاضي. املسلسل جميل رغــم األخــطــاء، فـقـد جـعـل والــدتــي تعصف بــذاكــرتــهــا وتــتــذكــر صـديـقـاتـهـا الــالتــي كــن فــي ســن جهير وموضي وسارة.