ليلة خير من ألف شهر

.. رأى الصحفي املصري الراحل مصطفى أمني رئيس مجلس إدارة صحيفة «أخبار اليوم» أن يحتفل بليلة القدر بطريقة جديدة وهي تحقيق آمال بعض الفقراء، واملساكني، فيطلب من القراء املحتاجني أن يذكروا ما ال يستطيعون شراء ه لكي يقوم قراء آخرون من أهل الخير بمساعدتهم في ذلـك. وجـزاه الله خيرًا على عمله. لكن األساس في هذه الليلة هو العبادة وقيام الليل فيها. ليلة القدر ورد فضلها في القرآن الكريم بأنها خير من ألــف شـهـر، ومــن حــرم خيرها فهو مــحــروم. وروى أبو هريرة رضـي الله عنه أن رســول الله ﷺ قــال: «مـن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وذلك ألن من يقوم الليل في هذه الليلة فهو يؤمن بالله وهو يرجو ثواب الله على هذا القيام وهذا هو معنى االحتساب هنا. وجاء في القرآن املجيد عظيم فضلها، فلو أدرك املسلم ثواب هذه الليلة عشر مرات فهي خير له من عشرة آالف شهر. وقد قال العلماء: إن الله سبحانه جعل آجال األمة اإلسـالمـيـة أقــل مــن آجـــال األمـــم الـتـي سبقتها، فعوض املـسـلـمـني بــهــذه الــلــيــلــة، وهـــي غــيــر مــحــددة عــلــى وجه اليقني، ولكن قال رسول الله ﷺ: «التمسوها في العشر األواخر من رمضان»، ثم بني أكثر بأنها في األوتار من العشر األواخر من رمضان. وقـد سألت أم املؤمنني عائشة رضـي الله عنها رسول الـلـه ﷺ: أرأيـــت إن علمت أي ليلة ليلة الـقـدر مـا أقول فيها؟ قــال: قـولـي: «اللهم إنـك عفو تحب العفو فاعف عني». وقال العلماء: إن ليلة القدر سميت بهذا االسم ملا يكتب فيها للمالئكة من األقدار واألرزاق واآلجال التي تكون في تلك السنة لقوله تعالى: «فيها يفرق كل أمر حكيم»، وقوله تعالى: «تنزل املالئكة والــروح فيها بـإذن ربهم من كل أمر»، نقال عن اإلمام النووي رحمه الله. وقـــد ذكـــر الــعــلــمــاء: أن الــلــه تــعــالــى أخــفــى تــبــيــان هذه الليلة عـن عـبـاده لئال يتكلوا على فضلها ويقصروا في غيرها فـأراد منهم الجد في العمل أبـدًا فال ينقطع منهم اإلحسان واملراقبة وال ينقطع منه اإلكرام واإلنعام والتطول. إن ليلة القدر وما فيها من الخير هي ذكرى نزول القرآن العظيم وعلى ذلـك فمن املناسب إحياء الليلة بالقيام فيها وقراءة القرآن واالجتهاد في ذلك. إن الــقــيــام والـتـهـجـد فــي هـــذه الـلـيـلـة ســـواء كــانــت ليلة السابع والعشرين من رمضان أم غيرها هو من اإلحسان في العبادة، وإذا اجتمع إلى هذا اإلحسان تفقد حاجات األقـربـاء واألرحــام والجيران فذلك يزيد من ثـواب هذه الليلة املباركة.