Okaz

ترصد رمضان «الطبقة» بعد تطهرها من «داعش»: هدوء وسكينة

-

«عكاظ » ترصد يوم ياترمضان فيمدينةالط­بقة. اليوم ال يشبه األمس على اإلطالق، ولن يكون مثله بأي حال من األحوال، على األقل في مدينة الطبقة على ضفاف نهر الفرات األزرق الذي كان يراه أهالي الطبقة أسود في حكم تنظيم «داعش» اإلرهابي قبل عامني. اليوم ال يشبه األمس فعال، فأهالي الطبقة اليوم في ظل أمن وأمان بال تعقيد وال تعصب وال رايـات سـوداء غشاشة وال مزايدات دينية على املساكني والفقراء وال مهاجرين همهم النكاح قبل كل شيء. هذا هو شهر رمضان للمرة الثانية يمر على أهالي مدينة الطبقة من دون تنظيم داعش السوداوي، عاد الناس إلى دينهم الطبيعي وإلى صالتهم التي عرفوها من دينهم الحنيف، وإلى رمضانهم الذي توارثوه بتقاليده منذ مئات السنني، فال تعصب وال تنكيل وال تزمت وال خوف، اليوم ال حديث بني األهالي إال عن األيام السوداء التي أمضوها في ظل داعش. «عـكـاظ» تجولت فـي مدينة الطبقة فـي منتصف أيــام رمـضـان، ورصــدت أحـاديـث األهـالـي ويوميات التسوق رغم القلة والحاجة والدمار في تلك املدينة التي حولها داعش إلى مسرح دمار بامتياز. يقول أبو ناصر العمري 55( عاما)، وهو يجلس على كرسيه التاريخي الذي ورثه من أبيه مصلح الساعات الشهير في مدينة الطبقة، إن هذا رمضان الثاني الذي يعيشه بعيدا عن سلطة القهر والتعذيب، «هذا رمضان اآلمن منذ سنتني، نزاول عملنا ونؤدي الفرائض بالصيام والصالة والتراويح من دون ترهيب». ويتابع الرجل الخمسيني وهـــــــو يـــعـــمـ­ــل بــــجــــ­د فـــــي أيـــــام الصيف الحار «كنا نقول لهم (لداعش) ال إكــراه في الدين فنحن مسلمون منذ مئات الـسـنـني والــديــن واحـــد فـمـن أيـــن تــأتــون بـالـتـعـص­ـب والتطرف والتخريفات التي تضعونها من كتب غير معلومة، وكـان الـرد يأتي بالجلد وسط الساحات والسجن حتى نهاية رمضان». أبو ناصر، رجل يصلي ويصوم منذ أن نشأ ولم يغب عن صالة التراويح في كل رمضان، إال أنه يقول «في زمن داعش كانوا، خصوصا املهاجرين (عناصر التنظيم اإلرهابي القادمني من خارج سورية)، يشعروننا بأننا خــارج ملة اإلســـالم». عمار الــيــاوي، بائع فـي أحــد األســـواق فـي مدينة الطبقة، يرى رمضان هذا العام مختلفا عما سبقه «كنا في قفص أو باألحرى داخل قبر، فالبيع بقوانني صارمة، والصراخ الذي تعودنا عليه في األسواق بات ممنوعا في العهد األسود، واملراقبة في كل مكان، لم نشعر في ظل وجودهم أن رمضان شهر الخير الذي نعرفه». ويضيف في حديثه لـ«عكاظ»، ويتخلل حديثه الصراخ وجذب الزبائن، كان الدواعش هم األكثر حصوال على املـال، واألكثر بذخا في املدينة، بينما العديد من العائالت ال تجد شيئا على طاولة اإلفطار. أما خلدون، التي زارت مكة املكرمة حجا وعمرة، فتقول وهي تغطي وجهها «حتى صلواتنا تغيرت

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia