مبارك: خياراتنا قدميا محدودة لكنها مرصعة باحلب
تــايــمــز، الـــعـــدد 3/مــــــــــارس/5002 ظــهــرت نتائج دراســة أجـريـت على 4746 طفال بأعمار تتراوح بـني 11 و81 عـامـا، وكشفت أن أبـنـاء األســر التي حافظت على هذه العادة قلما انخرطوا في إدمان التدخني والكحوليات واملخدرات، كما سلموا في الغالب من االكتئاب واللجوء إلـى االنتحار كما أنـهـم حـصـلـوا عـلـى نـتـائـج مـرضـيـة فــي الدراسة. كما أكــدت دراســة أخــرى أصـدرهـا املـركـز الوطني لإلدمان واإليذاء الذاتي بجامعة كولومبيا نفس النتائج. وفق دراسة أجرتها كاثرين سنو أستاذة التعليم والـتـربـيـة بجامعة هــارفــارد اتـضـح أنــه مــن أجل تعليم املــفــردات الــجــديــدة لــألطــفــال تــفــوق سفرة العشاء في أهميتها الوسائل األخرى مثل األلعاب والقصص. وقد أظهرت عدة دراســات أجريت في هذا الصدد أن األطفال الذين ينشؤون على املوائد األسريةَ باإلضافة إلى تأثرهم باألخالق اإليجابية يسلمون من اآلثار السلبية لألغذية الضارة. إننا نرى اليوم أن كثيرا من شبابنا انتهك حرمة «سفرة األسرة» التي تعتبر رمزًا للمحبة والحنان والصفاء والدفأ. فهل يا ترى هل سنقوم بإحياء هذه الثقافة من جديد؟ «رغـــم قــســوة الــحــيــاة حـيـنـهـا، إال أن مـتـعـة اإلفــطــار بـالـتـمـر والقهوة واملــراصــيــع ال يضاهيها شـــيء»، بــهــذه الجملة يسترجع مــبــارك بن محمد القديم، الذي أكمل ربيعه الـ57، أجواء رمضان في عنيزة، بكثير مــن الـحـنـني، فــي وقــت تـبـدلـت األحــــوال املعيشية الـصـعـبـة، وأضحت الخيارات متعددة وباتت املعيشة أسهل. ويقول مبارك عن رمضان عنيزة قديمًا إن يومهم في رمضان لم يكن يختلف كثيرًا عن باقي أيام العام، إذ يبدأ مع الفجر وينتهي عندما يرخي سدوله في العشاء، ولم يكن الصيام عائقًا أمام إنجاز أعمالهم الـتـي تعتمد عـلـى الـجـهـد الــبــدنــي، مضيفًا «كـنـا نفطر عـلـى تـمـر مع القهوة والـشـاي إن وجــد، وفـي بعض األحـيـان نأكل املراصيع، وبعد صالة العشاء نأكل ما يتوفر من العشاء ثم ننام، وال ننسى السحور، إذ نتسحر مع األسرة أو مع املعازيب (أصحاب األعمال)». ويشير القديم إلى سوبر ماركت كبيرة في طرف الشارع قائال «اليوم زادت الخيرات والنعم علينا، وأضـحـت الحياة أسـهـل»، مـشـددًا على ضرورة أن يعي الجيل الجديد قيمة النعم عليه وأن يحافظ عليها.