على البعض قضم ألسنتهم
قبل يوم واحد توافدت النساء للحصول على رخصة قيادة أو تقديم رخـصـهـن الــدولــيــة للحصول عـلـى رخـصـة محلية تجيز لـهـن قيادة مركباتهن من غير قيد أو شرط. وكانت لفتة «عكاظ» -البارحة األولى- عندما نشرت خبرا عن حصول الـسـيـدة أحـــالم على رخـصـة قــيــادة كحلم تحقق على أرض الواقع... وربــمــا يـظـل هــذا الـخـبـر مـحـل تـفـكـه األجــيــال الـقـادمـة والــتــنــدر، كيف وملـاذا كان املجتمع يقف أمام مثل هذا التصرف غير القانوني وغير اإلنساني، وربما تتسع أحداق األجيال القادمة دهشة عندما يقرؤون عـن املسيرة النسائية الـتـي خـرجـت فـي 6 نوفمبر لـعـام 90 ميالدية يطالنب بأحقيتهن لقيادة مركباتهن، ذلك اليوم الذي تحول إلى حدث عاملي، ووقفت الوكاالت ووقف املصورون لتسجيل اللحظة.. خــرجــت املــســيــرة بتسجيل مــوقــف والــتــأكــيــد عـلـى أن الــقــيــادة ليست جــرمــا قـانـونـيـا أو اخــتــراقــا ملــحــرم، ومــنــذ ذلـــك الــيــوم وقـضـيـة قيادة املــرأة السعودية شاغلة العالم، وكــان يقابل تلك األسئلة التي تطرح على كبار املسؤولني عن الوقت الذي سوف يحق للمرأة ممارسة حق القيادة، وكانت تأتي اإلجابة أن املنع ليس من قبل الدولة وإنما هو خيار اجتماعي، ومتى ما تم قبول املجتمع بذلك فسوف تقود املرأة مركبتها، وقد احتجنا إلى 27 عامًا ألن يجيز قانون وأنظمة املرور للمرأة القيادة من خالل منحها رخصة قيادة من غير قيد أو شرط.
** ** ثــمــة حــــرب لـفـظـيـة يــديــرهــا أنـــصـــار الــتــشــدد عــلــى مـــواقـــع التواصل االجتماعي وتحديدا في موقع «تويتر»، إذ جذب «هاشتاق» يتحدث فيه املغردون عن حصول املرأة على رخصة قيادة، فتحول الهاشتاق إلى بؤرة من البذاءة والحدة تجاه من يرحب بقيادة املرأة ملركبتها.. ولشدة البذاءة التي تخرج من ألسنة البعض تكاد ال تصدق أن هناك أناسًا على هذه الشاكلة.. وإذا تخلصنا من الشتامني ال تكاد تصدق أن هناك من يحملون قلوبًا قدت من صخر من خالل األدعية التي تم صبها على كل امــرأة تقود سيارتها.. ومـع كل هـذا اللغط فـإن الزمن سوف يأتي بهؤالء الشتامني والداعني بالشر، سيأتي بهم لكي يبحثوا عـن واسـطـة تسهل ألي منهم الحصول لزوجته أو ابنته عـن رخصة قيادة.. والتجارب السابقة تؤكد أن املعارضني لكل نشاط اجتماعي هم من يمارسون ذلك الفعل أكثر من غيرهم.