صورة جوية جلحافل عباءات الستر

تمنيت لو أن طائرة مروحية تحلق في سماء وطني، في كافة املدن بني الساعة الثانية والثانية والنصف بعد منتصف الليل لتصور منظرا يبعث على السرور والطمأنينة والسعادة، ويبشر بخير عظيم لهذا البلد األمني وهذا الوطن الغالي، تصور منظر خروج مئات من عباءات الستر السوداء من املساجد بعد أداء صالة التهجد. فـتـيـات فــي مـقـتـبـل الـعـمـر وزهــــرة الــشــبــاب، وفــتــيــات صــغــار ونساء كبيرات بعضهن يصعب عليها املشي دون وسيلة مساعدة أو كرسي متحرك تشاهدهم يخرجون بأعداد كبيرة من املسجد وأنت تنتظر والدتك أو زوجتك أو إحـدى بناتك أمـام بوابة النساء، منظر يسعد النفس ويبشر بخير عظيم لهذا الوطن، منظر يستحق التصوير لوال التمسك بحقهن فـي عــدم التصوير عـن قــرب، فهن نساء محافظات مستورات يرجني ما عند الله. في الجزء الخاص بالرجال من املسجد تجد شابا مراهقا وآخر في عز الشباب وطفال صغيرا وشيخا كبيرا يحمل كرسيه لكي يحمله!، ومريضا يحمل أجهزته وبعضهم أنابيبه وكثيرًا عصاه، جميعهم يرجون ما عند الله في هذا الشهر الفضيل. الفتيات لم يشغلهن مسلسل أو لهو جوال ومواقع تواصل، والشباب لم تشغلهم مباراة منقولة وال برنامج رياضي حمي فيه الوطيس وال استراحة أو لعبة (بالي ستيشن). األعداد كبيرة جدا فاملجتمع بخير والوطن ينعم بفضل دعاء هؤالء النسوة والرجال والشباب والفتيات ودعــوات من قلوب صافية من أطفال رباهم أهلهم فأحسنوا تربيتهم. مجتمعنا ولــلــه الـحـمـد بـخـيـر وصــــالح ووســطــيــة واعـــتـــدال فلماذا يــتــشــاءم الــبــعــض؟!، غـالـبـيـة الــنــســاء بـخـيـر وســتــر وغـالـبـيـة الرجال بـهـدايـة وصـــالح، والـدلـيـل صـــورة املـسـاجـد فــي رمــضــان وفــي صالة الجمعة وفـيـمـا سـتـشـاهـدونـه فــي مـسـاجـد الـعـيـد قـريـبـا مــن غالبية النساء والرجال، أما من ضل من قليل منهم فادعوا له بالهداية وال تدعوا عليه، وال تعتبروهم مثاال وال شاهدا فاملثال والشاهد هو ما لو صورته مروحية سر الناظرين. بقي أن نقول لألعداء واملغرضني واملتربصني إن وطنًا قائده يقضي العشر األخـيـرة املباركة من رمضان في جــوار البيت العتيق يرجو ما عند الله ويتضرع لربه أن يوفقه لخدمة الحرمني ويسمي نفسه للحرمني خادما ويجند إمكانيات وطنه وما حباه الله لخدمة اإلسالم واملسلمني في كل مكان فيرفعون أكفهم لربهم بأن يوفقه ويجزيه عن اإلسالم واملسلمني خيرا، هو وطن ال يضيره ناعق مدحور، وال يضره إعالم مأجور، فأجره على الله وفخره تميزه بتطبيق شرعه وبركته في عمارة املساجد بالطاعات.