Okaz

السماحة في فتح مكة!

- عبداهلل عمر خياط * aokhayat@yahoo.com السطر األخير: قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: لــــــســ­ــــانــــ­ــي صـــــــــ­ــــــارم ال عــــــيــ­ــــب فيه وبــــــــ­ـــحــــــ­ـــــري ال تـــــــــ­ــكـــــــ­ــــدره الــــــــ­ـــــــدال­ء * كاتب سعودي

.. لـقـد ألــقــت قــريــش قــيــادهـ­ـا لــرســول الــلــه مــن قـبـل فتح مكة.. ذلك أن خيرة شبابها خالد بن الوليد وعمرو بن الــعــاص التقيا فــي الـطـريـق إلــى املـديـنـة وهـمـا ذاهبان إلعــــان اإلســـــا­م ولـــم يــبــق مـــن قـــيـــاد­ات مــكــة ســـوى أبو سفيان وعكرمة بن أبي جهل، ومع ذلك فإن قريش نكثت بالعهد بينها وبـن رســول الله صلى الله عليه وسلم مما أدى إلــى خــروج النبي عليه الــصــاة والــســام من املدينة املنورة في عشرة آالف من املهاجرين واألنصار لفتح مــكــة، وكـــان عـلـى رأس إحـــدى الـكـتـائـ­ب خــالــد بن الوليد نفسه. والعجيب والجميل ذلك املوقف العام الرائع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حـن وقــف فـي الـحـرم املكي وقال مخاطبًا قريش: «ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم. فقال عليه الصاة والسام: اذهبوا فأنتم الطلقاء». إن الـدرس الكبير من فتح مكة هو هذه الـروح السمحة الــتــي هــي مــن أخـــاق رســولــنـ­ـا الــكــريـ­ـم صـلـى الــلــه عليه وسلم، وهي نبراس لنا لنقتدي به عليه الصاة والسام في حياتنا العامة والخاصة. وقــــد خــصــص صــديــقــ­ي وأســــتــ­ــاذي الــشــيــ­خ أبــــو تراب الظاهري رحمه الله كتابًا لوفود العرب الذين جاء وا من كل أرجاء الجزيرة العربية للتعرف على حقيقة الرسالة اإلسامية من مصدرها األعظم وهـو رسـول الله صلى الــلــه عليه وســلــم، وســمــى الـشـيـخ أبــو تـــراب كـتـابـه هذا «وفود اإلسام» ونقل الشيخ أبو تراب في مقدمة الكتاب عن ابن إسحاق رحمه الله أنه قال: ملا افتتح رسول الله صلى الـلـه عليه وسـلـم مـكـة، وفـــرغ مــن تـبـوك وأسلمت ثقيف، وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه. قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة أن ذلك في سنة تسع، وأنها كانت تسمى سنة الوفود. قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بإسامها أمر هذا الحي من قريش، ألن قـريـشـا كــانــوا إمـــام الــنــاس وهــاديــه­ــم وأهـــل البيت الحرام وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم، وقادة العرب ال ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت الحرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخافه، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش ودوخها اإلسام، عرفت العرب أنه ال طـاقـة لهم بـحـرب رســول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم وال عداوته فدخلوا في دين الله، كما قال الله عز وجل، أفــواجــا يـضـربـون إلـيـه مــن كــل وجـــه، يـقـول الـلـه تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia