Okaz

كن مبادرا.. ماذا ستخسر؟

-

بل اسـأل عما ستكسب، والـواقـع أن الكثير من املشكالت قد تـواجـهـنـ­ا فــي حياتنا وهــي قـابـلـة لـلـحـدوث وهــنــاك مئات األسـبـاب التي نجد فيها عــذرا للشعور باالستياء، ال تكاد أن تخلو منها بيئة أو عالقة إنسانية أيا كان نوعها، ولكن األسوأ أن تخلق فينا طباعا تسيطر على تعامالتنا وتتحكم فيها ملـجـرد أنـنـا مـضـطـرون إلظـهـار تصرفاتنا على وجه التحامل ورد االعتبار، ملجرد التأثر بذهنية توهمنا بأن تفكير اآلخرين تجاه تصرفاتنا هو األمر الذي يصنع منا القيمة، وأن نضع وجهة نظرهم معيارا يقيم سلوكياتنا املبنية على اعتقاداتهم التي يرونها هم صحيحة، بينما من السهل إصالح الشيء فضال عن سهولة تغييره. حينما تـبـادر بـإصـالح عالقاتك وتعامالتك مـع مـن حولك فــي األســــرة أو الـعـمـل أو حـتـى مــن تـصـادفـهـ­م فــي الشارع؛ فهذا ال يعني أنك تتنازل عن كرامتك، حيث إن كرامة نفسك مرتبطة بما تثبته أنت لنفسك وما تعرفه عنها وتعتقده، ال مـن خــالل مـا يثبته لـك اآلخـــرون، وإن فعلت فأنت تضع وزنـــا الحـتـرامـ­ك لــذاتــك أمـــام ذاتـــك، ومـنـه تتعلم املسؤولية تجاه تلك التعامالت والعالقات، فالعالقات الناجحة تبنى على املسؤولية أكثر من كونها مبنية على األهـداف، ولكي تتصرف بهذه الطريقة، فعليك أال تهتم بكيفية تفسيرها وفهمها، ما يهمك هو رضاك عن نفسك. إذا قـــــررت أن تــكــون مـــبـــاد­را فــيــجــب أن تــكــون متصالحا متسامحا مع نفسك في املقام األول، أي أنك ال تبني أفعالك على الدوافع أو النزعات التي تطغى على سلوكك من أجل إثبات شـيء عن نفسك، وإال فـإن أفعالك ستكون عبارة عن ردود أفعال العتبارات وضعتها في ذهنك وليست أفعاال صرفة مبنية على استنتاجك ملدى صالحية فعلها. أن تكون مبادرا يعني أن تكون فاعال ومؤثرا في محيطك، ال يسقط مـنـك شــيء وإنــمــا أنــت تعلي قيمة نـفـسـك، وحني تجد تلك القيمة فستكون سعيدا في منحها والتعامل بها حتى تجاه أولئك الذين ال يترددون في الخطأ عليك، ربما ستعلمهم كيف يتوجب عليهم البحث عن طريقة يجدون قيمة أنفسهم من خاللها دون التساهل بالوقوع في الخطأ بحق الغير.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia