أجدع سائقات

مـا بـن نوفمبر ٠٩ وسبتمبر ٧١٠٢ سبعة وعـشـرون عـامـا، في بدايتها كانت املطالبة بقيادة املرأة للسيارة حدثا زلزاليا ارتجت بسببه املنابر واملحافل املتشددة وعانت سيدات كن يطالنب بشيء رأينه حقًا طبيعيًا، وفي نهايتها صدر قرار رسمي بعد موافقة أغلبية هيئة كبار العلماء يسمح بقيادة املـرأة للسيارة، وخالل األســبــوع املــاضــي تــصــدرت صــور رخــص قــيــادة الـسـيـارة مواقع التواصل في احتفالية مجتمعية كبيرة استعدادًا لتاريخ العاشر من شوال عندما تدور محركات السيارات وتنطلق السيدات في شوارع اململكة. لقد سمعنا اجــتــهــادات سخيفة مــن أنـــاس ابـتـالهـم الـلـه بخيال جامح في السوء وهم يتحدثون عما يمكن أن يحدث في مجتمعنا عندما تقود املرأة السيارة، والحقيقة أن هذه املخلوقات لم تسئ للنساء فقط بل أساءت للمجتمع السعودي بأكمله حن صورته بأنه مجتمع بهيمي الغريزة حيواني الطبائع شهواني التكوين متفلت األخــالق، سوف يتحن فرصة نـزول املـرأة بسيارتها إلى الشارع لينقض عليها، بل إنها هي التي ستنتهز هذه الفرصة لتمارس شهوة االنحراف، فأي تفكير ملوث هذا وأي دناءة ظن بنسائنا أكثر من هذه. كـــــأي مـــمـــارســـة اجــتــمــاعــيــة جــــديــــدة ســـتـــحـــدث بـــعـــض املشاكل واملفارقات والتجاوزات بسبب جهل البعض وسوء قصد البعض وحماقة البعض وأيضا سوء سلوك البعض كما يحدث في أي مجتمع بشري، لكن ال يصح أبدًا تعميم أي تصرف سيئ على كل املجتمع كما كان يؤكد بعض املرضى أخالقيا. إن البداية تبشر بنقلة حضارية رائـعـة فكل الـسـيـدات الـالتـي استخرجن رخص قيادة أشـدن بحسن معاملة جهاز املــرور، كما أن نظام مكافحة التحرش بدأ تطبيقه من يوم الجمعة املاضي، واألهم من كل ذلك أن النصف الذكوري في املجتمع أبـدى ترحيبا إنسانيا جميال بنصفه الثاني الذي سيشاركه في الشوارع، مؤكدا أنه سيمحضه كل االحترام والتقدير والحماية والعون واملساعدة على تجاوز فترة «الترانزيت» بنجاح يحسب للمجتمع السعودي. إن تاريخ ٠١/٠١ على األبـواب وسيكون هذا اليوم محط أنظار العالم، فيا أيها الشعب السعودي العظيم اجعل هذا اليوم وما بـعـده تـاريـخـًا إيجابيا لـوعـيـك، وال تسمح للمندسن مــن ذوي العاهات األخالقية أو العمالء بإفساد هذا التاريخ.