أحبوا السعودية كما أحبتكم
لم يمض وقت طويل على التغييرات الكبيرة في حياة السعوديني، نفس جديد دخـل حياتهم وشعاع نوعي أضــاء مستقبلهم ونمط معيشتهم، أدهشتني سالسة التحول، وليونة االنعطاف، ولطف التعامل مع التغيير، بكل رقي العالم استقبلوا االنفتاح. بكل احترام تعاملوا مـع الـحـداثـة، إن كــان فـي وجــود النساء فـي املـالعـب، أو فتح دور السينما ومختلف جوانب التغييرات األخرى. رأيــت الـرقـي بأبهى صــوره وكأنما هــذا التغيير وليد سنني.. مــا حــدث مــن تـطـويـر كــان مـالئـمـًا لخلفيتهم الثقافية والــفــكــريــة، فـتـلـقـوه بــكــل حــب ومــســؤولــيــة والـــتـــزام مع ابتسامة رضــا لطاملا انتظروها طــويــال. كــان صبرهم الطويل يستحق هـذه الهدية التي جـاءت مغلفة بحب ورضا وتسامح. هنيئًا للسعودية شبابها وشاباتها بهذا الحس العالي الــرفــيــع، أنــتــم مــن تـلـيـق بــكــم هـــذه الـنـقـلـة االنفتاحية الراقية، عبر قيادة حكيمة قوية بتماسكها مع شعبها، تــعــرف وتــــدرك ســلــوك أبـنـائـهـا هنيئًا لـلـسـعـوديـة بهم وهنيئًا لهم بالسعودية، سر الشعوب العظيمة كانت في كيفية استعمال الحرية بشكل صحيح، فحريتكم لم تأت بقوالب غريبة بل جاء ت على قياسكم وعلى احترام ماضيكم وحاضركم. أنتم من صنعتم القالب ضمن مواصفات تحكمها القيم والـجـذور، لم تنسوا للحظة بـأن هـذه األرض بسمائها وتـرابـهـا مهد أروع رسـالـة سـمـاويـة أسـاسـهـا األخالق، ألن سيد الكون أبلغنا بأنه أتى ليتمم مكارم األخالق، وعندما تبنى مجتمعات على أساس األخالق تكون قد أنجزت نسبة كبيرة من بنائها، الدول تبنى بأفرادها ال بأحجارها وال عماراتها، بناء الفرد أرقى بناء وأبقى، فـي بلد كـهـذه ال خــوف مـن املـجـهـول، ألن روح الشباب الفتية ســوف تصنع املــعــجــزات. أحــبــوا هــذا البلد كما أحبكم.