Okaz

من جرف لدحديرة!

-

األمثلة لم تأت من فراغ، بل من تجارب ومعاناة وناس خاضت مصاعب، ومن رحم ذلك ولدت األمثال التي هي في كلمات معدودات تعبر عن قصة أو مجمل مــواقــف، لكل إنـسـان أن يعمل خياله ومــن خـالـه يطبق املثل على حالة مـرت عليه ويـقـول «بـرافـو» على مـن نطق بهذا املثل ومثلنا الذي اخترته لهذا املقال هو «من جرف لدحديرة يا قلبي ال تحزن»، وفي الحقيقة قد يكون هذا املثل يعبر عن سوء الحظ، ولكن أنا اليوم استعرته كما هو بشحمه ولحمه وطبقته على حال شوارعنا التي بعد ما تكسر ما خف وزنه وغا ثمنه من سيارتك فهي أيضا تكسر خاطرك من الهم الــذي تعايشه، كـل يـوم وكـأنـه واجــب البـد منه، وأيـضـًا تكسر ظهرك مع املبالغ التي «تخرها» وأنت صاغر مع شركات السيارات التي ال تبقي وال تذر ووين يوجعك وانت يا سيدي امرك امرك، يا سيدي النه ما كو شي بإيدي، وبعدين انت حتاقيها من وين وال من وين واللي محفور على الجبني الزم تشوفه العني، فمطب كدا متعوب عليه من حضرة املقاول أو من يعمل معه أو بحذائه أو من يشاركه املسؤولية تطيح فيه ويكسر ما تيسر من أضلعك، أو فقراتك بكل حرفنة وإتقان، هذا املطب طبعا إنتاج محلي مش شغل برة والشهادة لله ملا تترصع املطب تشعر وتتأكد أنه مطب أصلي غير قابل للتقليد. وال في أي مكان في العالم، طبعا زي ما قلنا تأكله بالهناء والشفاء، وال أحد يسمي عليك، طبعا مافي زول فاضي لك ألن «املاسول» مشغول في إنشاء حفرة جديدة، فهناك مواطنون محرومون من الحفر واملساواة في الحفر عدالة، وإن كنت أشيد بهم فا أنسى من باب «األمانة» بعض شركات التأمني التي ما قصرت وفكرت بوضع لوحة، طاح الرخا بالديرة طب بثاث حفر ونحسبها لك بأربع، كنت كتبت منذ فترة طويلة بعنوان «حفرة ولو جبر خاطر»، أتكلم فيه عن مصائب الحفر ويبدو أن من اطلع على املقال أخذ العنوان على مشمة، يعني زي ماهو، فالعنوان فهموه على أنه مطلوب حفرة جديدة، والحق يقال إنهم ما قصروا، فالتحفير نــازل يــرف فـي كـل مكان وعـداهـم العيب، مـا قـصـروا وأستطيع أن أؤكد وبنفس راضية، وبكل شفافية، أن كل سكان العروس أصبح لهم نصيب كاف من الحفر واملطبات. وكـــدا كـفـايـة وبــاشــي طـمـع يعني يــا نــاس وبـعـديـن معكم داروا على حفركم تكبر، وال تبغونها تندفن انتبهوا. ويجب علينا نحن كمواطنني صـالـحـني أن نتمتع بــــأداة الـتـرفـيـ­ه هـــذه، ألنـــه بـكـل طـيـحـة تــأكــل فجعة واأللــعــ­اب الترفيهية تعتمد على اإلبــهــا­ر والــرعــب، وأقــتــرح على هيئة الترفيه تعويض من تسبب فيها بما يستحق، فقد جعل الترفيه في كل شارع وسكة ولم يعد منه فكة فهو ترفيه «غصب»، الشاهد يبقي السؤال الذي يهمنا حاضرا من يقع في حفرة يا سادة يا كرام يقاضي من؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia