جودة التعليم واالرتقاء به
عند الحديث عن التعلم بنظرة مبسطة، فـــهـــو اكـــتـــســـاب الـــخـــبـــرة الـــنـــاتـــجـــة عن التعليم بمرور الوقت، ولتلك األهمية الــكــبــيــرة للتعليم اعــتــنــت الـكـثـيـر من الــــــدول بــــه، وأولــــتــــه مــكــانــة تــعــد هي األولى من بني كل القطاعات الحيوية بالباد، ليكون بعد ذلك مدخا قويًا فــــي الـــنـــهـــوض بــجــمــيــع قطاعاتها األخرى. ولكن كيف تصنف هذه الدول بأنها مـــن الـــــدول األولـــــى عــاملــيــًا مـــن حيث تـطـبـيـق مــعــايــيــر وجـــــودة التعليم؟ وهل السعودية من بني هذه الدول؟ قبل ذلـــك ال بـــد مـــن مــعــرفــة املعايير الـتـي مـن شأنها رفــع الـبـاد وجعلها فـي مـصـاف الـــدول املتقدمة مـن حيث جــــــودة الــتــعــلــيــم عـــاملـــيـــًا، وذلــــــك على أســــاس الــنــظــر إلـــى الــبــنــيــة الـتـحـتـيـة - املؤسسات - التعليم األساسي والصحة والتدريب والتعليم الجامعي ثم الجودة الخاصة بالسلع واألسواق وكفاءة سوق العمل، يلي ذلـك سـوق املــال وتطويره ثم الـتـكـنـولـوجـيـا - االبــتــكــار - وأخـــيـــرًا حجم الــســوق وتــطــور األعــمــال، ومــن هـنـا احتلت السعودية املرتبة الخامسة عربيًا من حيث جـودة النظام التعليمي واملركز 41 عامليًا، أما من حيث جودة مؤسسة البحث العلمي فــقــد حــصــلــت عــلــى املـــركـــز الـــثـــالـــث عربيًا واملركز 54 عامليًا، بينما كانت سويسرا في املرتبة األولــي عامليًا، وأتــت موريتانيا في املرتبة األخيرة. ومــن هنا فاالهتمام بالجودة فـي التعليم أمـــــــر حــــتــــمــــي، واالســــــتــــــفــــــادة مـــــن تجارب الــــــدول الـــتـــي سـبـقـتـنـا أمــــر بـــالـــغ األهمية، فــاألمــر يقتضي تحليل اإليــجــابــيــات التي تــم تـحـقـيـقـهـا واالبــتــعــاد قـــدر األمـــكـــان عن السلبيات، حتى يتم القضاء عليها تمامًا ومعرفة النسق واألســس التي تتجه إليها هـــذه الــــدول فــي األداء الــتــطــويــري املستمر حتى وصلت إلى ما هي عليه، بهدف اتخاذ قـــرارات تصحيحية للتعليم حتى يقتدى بنا في العملية التعليمية والبحثية.