ندوة أبها لوزارتي التعليم والثقافة: رتّبوا األولويات
طالب الكاتبان املسرحيان عبدالعزيز السماعيل وعلي السعيد، وزارتــي الثقافة والتعليم بإعادة الـنـظـر فــي األولـــويـــات الثقافية والتربوية، في املحاضرة التي قـدمـاهـا فــي نـــادي أبـهـا األدبي عـن «املـسـرح املحلي.. الحضور والــــتــــأثــــيــــر»، وأدارهـــــــــــــا أحمد السروي. فــأكــد الـسـمـاعـيـل عـلـى نقطتني مهمتني؛ إعادة النظر في طريقة تــفــكــيــرنــا وتــرتــيــب األولويات حسب األهـمـيـة، وأن نـعـرف من أيـــن نـــبـــدأ، مـــؤكـــدا أن الحقيقة تخطئ الطرفني في تصورهما لحالة املـسـرح واإلبــــداع الثقافي عـمـومـا، ألنهما غــيــبــا دور املــجــتــمــع وتــأثــيــره الـــعـــام عــلــى حالة اإلبــــــداع الــفــنــي بــشــكــل عــــام ومــــن ضــمــنــه املسرح بـشـكـل خـــاص، «إذ يـعـد بـاملـجـمـل نـشـاطـا ثقافيا اجتماعيا بالدرجة األولـى منذ نشأته، وبالتالي فـــإن تطلعاتنا يـجـب أن تـنـصـب عـلـى الجمهور ذاته أوال -أي املجتمع في تطوره الثقافي- وليس على الجهود الفردية أو الحركات الفنية والفرق املسرحية». أمــا السعيد فـألـقـى بـالـائـمـة عـلـى التعليم الذي ألغى شعبة املسرح ودمجها مع النشاط الثقافي منذ سنوات، وتجريد الجامعات من التخصص املـــســـرحـــي وخـــلـــو االبـــتـــعـــاث طـــــوال ســـنـــواتـــه من التخصص فـي دراســة املبتعث للمسرح إخراجًا وتقنية وكتابة. وأضــاف أن الحضور املسرحي خــال 10 سنوت انخفض على املستوى املحلي النشغال املسرحيني بــأعــمــال تــنــاســب املــهــرجــانــات الــخــارجــيــة، فيما سجلت املؤسسة الثقافية الكبرى غيابًا ملحوظًا خـــال الــســنــوات املــاضــيــة فــي االهــتــمــام باملسرح والعناية، وال بد أن يجد املسرح الـيـوم مكانه بعد إنـشـاء وزارة للثقافة ألن السنوات املاضية، أثـــبـــتـــت أن خـــريـــطـــة املؤسسة الثقافية كانت ضعيفة. وأوضح: «لدينا ناد أدبي واحد لكل 12 محافظة، فيما ذكرت اإلحــــــصــــــاءات أن لـــكـــل مليون ونصف في اململكة ناديًا أدبيًا وهــذا يقتضي زيــادة العدد أيًا كانت املسميات». األديـــــب حــســن آل عــامــر طالب في مداخلته املؤسسات الثقافية بتغيير الصورة النمطية عنها لدى الجمهور ولو كان على حساب تغيير أسماء املؤسسات الثقافية كاألندية األدبية وجمعيات الثقافة، ألنها رسخت املعنى السلبي للثقافة عند كثير من أبناء الجيل الحالي الذين يظنون أنها مؤسسات للنخبة فقط.