«التمييز اجلنسي» يحظر حسناوات املونديال
لم يعد بإمكان املشجعات الجميات الاتي يحضرن مباريات كرة القدم للتباهي بحسنهن في املدرجات أمام عدسات الكاميرات بعد قرار فيفا بعدم تركيز وســائــل اإلعـــام الـنـاقـلـة لـكـأس الـعـالـم فــي روسيا عليهن، كــون ذلــك يأتي ضمن التمييز الجنسي ويفقد متعة مشاهدة املباريات. وزادت حــمــى مـــطـــاردة الــفــتــيــات الــجــمــيــات في مـــدرجـــات مــاعــب الــبــطــولــة، إذ اســتــحــوذن على اهــتــمــام مـخـرجـي املــبــاريــات ومــصــوري الصحف والوكاالت العاملية، ليامسن بحسنهن نجومية لم تكن ضمن أحامهن بل طغت على نجومية الاعبن وعــــارضــــات األزيـــــــاء بــعــد أن أفــــــردت لــهــن مساحات واســعــة فــي الصحف واملــجــات الـريـاضـيـة والقنوات الــنــاقــلــة الــتــي تـفـنـن مــخــرجــوهــا فــي الــتــقــاط املشاهد األكــثــر جـاذبـيـة، األمـــر الذي أشـــعـــل غـــيـــرة مسؤولي االتـــحـــاد الـــدولـــي لكرة الـــقـــدم (فــيــفــا)، ليكون قــــراره جـريـئـا رغـــم أنه حمل عـدة استفهامات حـيـال فعاليته السيما أن توقيته جــاء متأخرا، عــــاوة عــلــى ذلـــك فـــإن كرة الـــقـــدم لـــم يــعــد جمالها مـــــــــحـــــــــصـــــــــورا داخــــــــــــل املـــســـتـــطـــيـــل األخضر بـمـا يـقـدمـه الاعبون بــــــل تـــخـــطـــت إلـــــــى ما هــو أبــعــد مــن ذلــــك، إذ أضفى التنافس بن جـــمـــيـــات املاعب نـــــــكـــــــهـــــــة خــــــاصــــــة فــــــــي املـــــنـــــاســـــبـــــات الــــــريــــــاضــــــيــــــة من خـــــــال تفاعلهن وتــــشــــجــــيــــعــــهــــن، باستثناء بعض املــــــــــــمــــــــــــارســــــــــــات الخاطئة التي مـن املفترض أن يختص بـهـا القرار فقط حفظا للحياء العام، كما أن حرية املخرجن واملصورين أصبحت مقيدة في نقل الحدث وتنوع املشاهد املختارة ملن هم خلف الشاشات الفضية، فـي وقــت أصبح التفاعل التلقائي مـن املشجعن واملشجعات سواء في حالة الفرح أو الحزن جزءا من اإلثارة واملتعة وزاد من شجون وفـنـون كــرة الــقــدم، لتضحى االبتسامة والــدمــوع عنوانا لانتصار أو االنكسار وتجسيدا لطبيعة املشاعر الجياشة لعشاق جنون املستديرة، لـيـكـونـوا جـــزءا مـهـمـا مــن مــعــادلــة املــبــاريــات وهـــم يــشــاركــون الاعبن اللحظات الجنونية بن نشوة الفرح وآهات الحزن. ورغم تباين املسببات لفيفا في اتخاذ القرار، إال أن رئيس لجنة املسؤولية االجتماعية في االتحاد الدولي لكرة القدم فريدريكو أدييتشي عزا ذلك إلى التمييز الجنسي، مشيرا إلى أن بطولة كأس العالم الحالية شهدت تــركــيــزًا واضــحــًا مــن مـخـرجـي املــبــاريــات عـلـى الـفـتـيـات الـجـمـيـات في مدرجات ماعب البطولة. وقـال أدييتشي في حديث مع الصحفين حول التنوع العرقي في كرة القدم: «شاهدنا بعض الحاالت في البطولة وكان واضحًا أن التركيز على الفتيات الجميات فقط، وأرى أن ذلك نوع من التمييز الجنسي، عندما يتم تسليط الكاميرات على أناس معينن، ومن الناحية الرياضية فإن ذلـك يفقد املشاهد متعة مشاهدة املــبــاراة، ألن الكاميرات متجهة نحو الجماهير، وال تهتم بما يحدث في امللعب». وأملح إلى أن «فيفا» سيتخذ قرارات صارمة تجاه الناقلن الذين يخالفون التعليمات وربـمـا يصل األمــر إلـى املنع الرسمي فـي املستقبل، معتبرا ذلك تطورا طبيعيا في إطار الحد من املمارسات الخاطئة، خصوصا أن بعض الحوادث كانت واضحة للغاية وال تقبل التفسير. وأضـــــاف: «أبــلــغــنــا املــراســلــن املــيــدانــيــن بــعــدم الــتــركــيــز عــلــى الفتيات الجميات دون غيرهن، وأوصلنا ذلك إلى ناقلي البطولة».