مثقفون: الرواية احمللية بوابة السينما لكشف املمارسات اخلاطئة
تـطـلـع مـثـقـفـون خـــال مـشـاركـتـهـم في أمـسـيـة جمعية الـثـقـافـة والــفــنــون في الباحة مساء أمس األول (السبت) إلى إنتاج سينما معبرة عن روح وإبداع وحياة اإلنسان السعودي، مؤملن أن تشهد السينما طفرة حقيقية في ظل وفـرة مادتها الخام من خال األعمال الروائية الناجزة واملنجزة طيلة أكثر مـن سبعة عـقـود. وأكــد الــروائــي أحمد الدويحي في ورقته على ضرورة أخذ السينمائين التنوع الثقافي والبيئي والـحـكـائـي بـعـن االعــتــبــار، وعـــد فوز ثاثة أعمال سعودية بـ(البوكر) دليا عــلــى أن الـــروايـــة الــســعــوديــة تتصدر املشهد بحكم مهارة كتابها من جهة، ولــثــراء املــكــان بـالـحـكـايـات واملشاهد والــصــور الـقـابـلـة لـلـتـحـول إلــى كتابة أوال ثم صورة الحقًا، بحكم أن السينما والـــروايـــة يلتقيان فــي الــســرد، مؤما أن يــعــنــى املـتـخـصـصـون فــي اإلنتاج السينمائي بــالــروايــة املحلية تأكيدًا للمثل الـشـائـع «سـمـنـنـا فــي دقيقنا»، كــون الــروايــة املحلية أصـــدق مــن عبر عــن مجتمعنا بـواقـعـيـة دون تهوين وال تــهــويــل، مــشــيــرًا إلـــى أنـــه ال يمكن الحديث عـن مسرح وعــن سينما دون الحديث عن رواية، إذ إنها هي املنطلق للفن السابع واملغذي له، وعد السينما مـــتـــمـــمـــًا لـــلـــمـــشـــروع الـــتـــنـــمـــوي على مستوى الوعي الثقافي واالجتماعي، كــــــون الـــــصـــــورة ســـريـــعـــة فــــي إيصال مــضــامــن الــخــطــاب الـــروائـــي، وتطلع الـدويـحـي إلــى إعـــداد كــتــاب سيناريو مميزين من خال دورات تدريبية، إذ إن الـسـيـنـاريـسـت املـتـمـيـز يـضـفـي من روحـــه ومــهــارتــه عـلـى الـعـمـل الروائي أثـــــنـــــاء تـــحـــويـــلـــه إلــــــى حــــــــوار درامــــــي للتمثيل، ولفت الدويحي إلى أن البيئة السعودية ثرية باملبدعن والطاقات الخاقة، مستعيدًا تجربة فرع جمعية الثقافة بالدمام وما أنجزته من تبني مـشـروع تكامل الفنون طيلة 4 أعوام مضت. وتـــــــنـــــــاول الــــنــــاقــــد الـــــدكـــــتـــــور سعيد الجعيدي في ورقته أثر الصورة على املتلقي، منطلقًا من مسلسل العاصوف الــذي استفز بالصورة املرئية مشاعر وشــعــور الـبـعـض أضــعــاف مــا يستفز العمل الــســردي املـكـتـوب، موضحًا أن الـــعـــاصـــوف يــعــد نــمــوذجــًا فـــي فضح املمارسات الخاطئة عبر الدراما، مبديًا تـحـفـظـه عــلــى وصـــف الــبــعــض للعمل بالفضائحي، كـون العمل الـسـردي أو اإلبـــداعـــي بــمــا فـيـهـا الـسـيـنـمـا معنية بتسليط الـضـوء على أدق التفاصيل دون أن يعني ذلك أن الكاتب أو املخرج يـؤيـد أو يـرفـض أو يتبنى الـفـكـرة أو يــســوقــهــا، وعـــــد الــجــعــيــدي التجارب الـــســـيـــنـــمـــائـــيـــة الـــعـــربـــيـــة مـــــثـــــاال حيًا لتحويل الــروايــة إلــى صــورة بــدءا من رواية األرض لعبدالرحمن الشرقاوي، وثــاثــيــة نــجــيــب مــحــفــوظ، الفــتــًا إلى أن ثـــراء بـعـض األعــمــال الــروائــيــة دفع املخرجن واملنتجن إلى طرح الرواية سينمائيًا وتلفزيونيًا، مؤما أن تكون السينما أداة إنـتـاج فاعلة ومفعلة ال مجرد مشروع استهاكي وشكلي. فـيـمـا قـــدم كــل مــن الــكـــتـــاب والشعراء عثمان سعيد، وحسن محمد، ومحمد خــــضــــر، ومـــحـــمـــد الـــســـيـــد الغتوري، وعبدالعزيز أبو لسة، وخالد بن جلسة نصوصًا شعرية وسردية نوعية كانت محفز نقاش بن الحضور، وعلق على األمسية الكاتب محمد ربيع الغامدي، والـدكـتـور عمر الـسـيـف، ومـديـر الفرع علي البيضاني، فيما أسهم الفنانان متعب سعيد، وعبدالله هتان بعدد من األعـمـال الغنائية، والـعـزف املصاحب للنصوص اإلبداعية.