«نشوة خادعة» جتهض «الفلتات» احلاملة
أفشلت نتيجة املـبـاراة األخـيـرة بـني فرنسا وكــــرواتــــيــــا فــــي كـــــأس الـــعـــالـــم، أمـــنـــيـــات 4 ماليني كرواتي، ومن ورائهم كل الجماهير والشعوب «الحاملة» بتحقيق انتصار على «الــعــالــم األول» أو إفــســاح مــوطــئ قــدم لها بــني الــكــبــار، أو الـتـمـتـع ولـــو لـحـني بنشوة خادعة، سرعان ما تلبث أن تستيقظ منها عــلــى هــديــر إحـــصـــاءات الـتـضـخـم املرتفع، ومــعــدالت البطالة املـتـزايـدة، ونـسـب النمو االقتصادي. فــكــعــادتــهــا دائــــمــــا ال تـــأبـــه بالطموحات واألحـــــــــالم، وتــخــضــع لــلــخــبــيــر بأسرارها وتفاصيلها، الذي يستطيع أن يهز شباكها ويرقص بها وعليها، لعبت كـرة القدم مع «الــديــوك»، وأنـشـدت معهم لحن تتويجهم للمرة الثانية على عرش الصدارة العاملية، بـعـد الــفــوز عـلـى أرضــهــا فــي الــعــام ؛1998 لتتحطم كل تطلعات أبناء (زغرب)، وتكفهر حـــــدود كـــرواتـــيـــا مـــع ســلــوفــيــنــيــا، واملجر، والــجــبــل األســــــود، وتـــذهـــب ســـدى الجهود الواضحة للرئيسة كوليندا كيتاروفيتش (صــاحــبــة الــــــ05 عـــامـــا) ملــــــؤازرة وتشجيع فـريـق بــالدهــا، بـعـد بـلـوغـه الـنـهـائـي للمرة األولى في تاريخه. وكــاألخــطــاء الـكـبـرى ال يـجـدى معها الندم أو الــتــأســف والــتــحــســر، تــســبــب الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في إحـراز هدف خطأ فــي مــرمــى فــريــقــه فــي الــدقــيــقــة 81، إال أنه يــبــدو أن الــكــرة وحــدهــا فـقـط لــم تـلـعـب مع الفرنسيني، إذ تلتها تقنية فيديو «في إيه أر»، التي أظهرت للحكم األرجنتيني نستور بيتانا، وجود ملسة يد على الكرواتي ايفان بيريشيتش، فتقدم املنتخب الفرنسي 1/2 عبر ركلة جزاء بأقدام انطوان غريزمان في الدقيقة 93؛ ليبدأ بعدها «الديوك» تسجيل رباعية برهنت أن كلمة الفصل للكبار دائما، وإن غــاب أكـثـرهـم أو بعضهم عــن املشهد، وأن التقدم في ميدان اللعب ال بد أن تسبقه ويتوازى معه إنجازات مساوية في ميادين الحياة األخــرى، وربما تولد «فلتات» تشذ عـن تلك الـقـاعـدة، إال أنها تمشي «عرجاء» على قدم واحـدة، تعكس البراعة في ميدان وحيد، والزلل والقصور في ميادين أخرى.