شاعر يهاجم القصيدة العمودية.. وآخر يصفه بـ«الطفولي»
ال تزال حياة الرئيس األمريكى السابق بـــاراك أوبــامــا مـحـط أنــظــار الــعــالــم، إذ أبـــدى أخــيــرا اهـتـمـامـه بــقــراءة الروايات األفريقية، بل إنه رشح 6 كتب ملتابعيه عبر مــواقــع الــتــواصــل االجــتــمــاعــي ونصحهم بــقــراءتــهــا، ومـــن بـيـنـهـا روايـــــة ملــؤلــف عربي، واعـتـبـر أوبــامــا أن «كــل واحـــد منها يضيء عاملنا بـطـرق قـويـة وفــريـدة مـن نوعها». وجـــــــــاءت روايـــــــــة الــــــعــــــودة للكاتب الليبي هشام مطر من بني تــلــك اإلصــــــدارات «الــــتــــي ألفها عـــدد مــن أفـضـل الكتاب واملــفــكــريــن فـــي أفــريــقــيــا» بحسب وصـــف أوبـــامـــا، فـضـا عــن رواية أثــــار طــلــب الــشــاعــر املـــالـــي عــبــداملــنــعــم حــســن أصدقاءه الـشـعـراء بالكف عـن كتابة الشعر الـعـمـودي العديد من ردود األفـــعـــال املــخــتــلــفــة واملــتــبــايــنــة، إذ رأى الـشـاعـر عبداملنعم أن املــجــدديــن مـنـذ زمن كــانــوا يــدعــون إلــى الــخــروج عــن األشكال القديمة والتماس طرائق أكثر مناسبة للمحتوى الراهن، لذلك انبثقت أساليب جديدة تتحرك داخــل الشكل التقليدي، وبــــــرع فــيــهــا نــــــزار قـــبـــانـــي والبردوني وغــيــرهــمــا، وتــشــكــلــت بـفـضـلـهـمـا طريقة مختلفة عــن ســائــد الـشـعـر الـتـقـلـيـدي، ولكنّ داخــــل الــنــمــط نــفــســه، وأضـــــاف لــــــ«عــكــاظ» أن شعراء اليوم اتخذوا من هذا التحديث داخل إطار الشكل التقليدي تبريرا الستمرار إنتاج القصيدة الكاسيكية، وما زالوا ينوعون على نغمة رتيبة وقديمة، وقـــد آن األوان التــخــاذ مــوقــف نــقــدي حـقـيـقـي إزاء هذا النمط الشعري الذي قد يسميه البعض «نيو كاسيك»، هـذا املوقف النقدي الخاص يوجه لهذا النوع بالذات، ضمن النقد العام الستمرار النمط الكاسيكي السائد. وأكد عبداملنعم أن القصيدة العمودية ما لم تكن برهانًا ساطعًا على أن األدب ما زال مستلبا وجامدا على صعيد تــصــور شـــعـــراء الــعــمــود، فــــإن األوان قـد آن للتوقف عـن كتابة هذا الــــلــــون، ألن دور اإلبـــــداع فـــــي الـــلـــغـــة الفصحى الــيــوم خـــرج مــن املنبر إلــــــى الــــــورقــــــة، ومــــــا لم تكن القصيدة للغناء أو لهدهدة الطفل أو الستدرار الجيوب فإنها تظل غير صالحة ومـتـسـقـة مــع الـحـسـاسـيـة الجديدة بكل مـا يثيرها، متنافرة مـع نظام الوجود وصورة العالم الحديثة ورؤية اإلنسان الراهن. هــذا الــرأي للشاعر عبداملنعم حسن عــده الشاعر حسن القرني سنة حياة، إذ يبدو أن اآلية انقلبت، وأضاف أن القناعة تبدأ على استحياء، ثم تقاوم، ومع الوقت تمتلك الجرأة للهجوم؛ ملجرد أنك انتصرت في بعض املعارك التي كنت تـدافـع عـن نفسك فيها، وأكــد أنــه كــان يهاجم قصيدة النثر؛ ثم اقتنع بها؛ وبدأ يدافع عنها؛ ثم أطال الله في عمره ليجد مثل هذا الكام، ويبدو أنها غلطة! فيما رأى مصطفى عفيفي القصيدة الحديثة تـــنـــاســـب األذواق اآلن، مــــع أن القصيدة الـعـمـوديـة بشكلها املــــوروث فـقـدت كثيرا مــــن فــاعــلــيــتــهــا، وبـــالـــتـــالـــي قابليتها، إال أنــهــا تــظــل رمــــزا لـــإجـــادة. كــمــا رأى الشاعر عبدالله عبيد أنـه لـم يعد هناك شــعــر عـــمـــودي فــكــلــه يـــكـــرر بــعــضــه! أما الشاعر طــال الطويرقي فقد رأى الثقافة فــعــا تـراكـمـيـًا تــجــاوريــًا بـعـيـدًا عــن اإلقصاء والتصنيف حتى مـع مـا ال يـوافـق أهواءنا وخـــيـــاراتـــنـــا، وأضــــــاف تــأمــل قــلــيــا أوروبـــــا وأمــريــكــا مـثـا ستجد كــل أصــنــاف الـفـنـون الكاسيكية والحديثة متجاورة ولكل فن متلق. إال أن الـرد األقسى جاء من الشاعر علي الدميني الـذي قـال: «إن هذا الرأي رأي طفولي»!