Okaz

حمد.. شيخ شمل الإرهاب !

-

لطالما حاول حمد بن خليفة أمير قطر السابق أن يكون زعيما مهابا في منطقة الخليج والعالم العربي، بالطبع كـان يريد فعل ذلـك على الرغم من أنـه لا يملك الإمكانات الشخصية ولا كريزما الزعامة ولا دولته قادرة على فعل ما تتطلبه القيادة، وكل ما قام به حمد هو أنه أثبت قوته وهيبته على والده الشيخ خليفة رحمه الله بانقلابه الشهير عليه. عـقـدة حـمـد بـن خليفة الـتـي لازمـتـه ولا تــزال لـلـيـوم تتلخص فـي كونه يتحكم فـي بلد صغير امـتـداده لا يتجاوز 170 كلم وعـرضـه فـي حــده الأقـصـى 70 كـلـم، إنــه الـتـاريـخ والجغرافيا اللذان لا يمكن لأحد القفز عليهما ولا تغييرهما لا بالمال ولا بتجميع السلاح ولا بحياكة المؤامرات والاغتيالا­ت. لـم يقتنع حمد بـن خليفة بـقـدره بـل حـاول القفز عليه، فجمع الإرهـابـي­ـن والمـخـربـ­ن ووطـنـهـم فـي بــلاده، وأنـتـج المسلسلات ورشــى الممثلن والمـخـرجـ­ن وكـتـاب الــروايــ­ات وزور شهادات النسب لكي يثبت للعالم أنه شيخ في الخليج العربي. اتــخــذت قـطـر تـحـت سـيـطـرة ابـــن خـلـيـفـة أســلــوب المماحكات والمؤامرات والتخريب لبناء رصيد سياسي يرفع من قيمتها، كل ذلـك دفعه لاستعجال قـدره والانـقـلا­ب على أبيه، لأن والده -رحمه الله- كـان حاكما واقعيا ويعرف وزن بلده في جواره الخليجي ومع المنطقة والعالم. تـلـك الـواقـعـي­ـة لــم تـــرق لــلابــن الــــذي دفــعــه تــهــوره السياسي للمقامرة بأمن بلده والخليج والعالم العربي، وهـو مـا نرى نتائجه اليوم من هدم للأمن العربي في سورية وليبيا والعراق واليمن وسيناء وغيرها. بــدأ ذلــك النهج «المـتـهـور» خــلال حــرب الخليج الأولـــى عندما دفـعـت الــدوحــة بمجموعة مـن قـــوات المـرتـزقـ­ة الـعـامـلـ­ة لديها لاحتلال جزيرة «فشت الدبل» البحرينية التي اتُخذت كقاعدة متقدمة لخدمة جـهـود مجلس الـتـعـاون الخليجي الدفاعية، كـان يهدف حمد بـن خليفة مـن ذلـك وضـع المجلس أمـام الأمر الواقع، لكنه أخرج منها بالقوة وخلال ساعات، ثم قام بمحاولة مقايضة جزر حوار البحرينية مع دول المجلس ولكن هذه المرة ليصطف معها في الموقف الرافض لاحتلال الكويت واستضافة قـوات التحالف، وهنا أيضا فشلت تحركاته، استمر فـي ذلك حتى قام بالدخول لمنفذ الخفوس الحدودي السعودي، وكذلك أخرج منه بالقوة. يبدو أن حمد بن خليفة اقتنع بعد تلك المغامرات أنه لن يتحول لقوة عسكرية مهابة، مهما فعل وأن تلك التحركات ليست سوى عمليات انتحارية لم تفده في شيء بل انقلبت وبالا عليه. لينتقل بعدها إلى مرحلة أخرى من البحث عن زعامة متوهمة غــيــر مـــوجـــو­دة، فـــهـــدا­ه تـفـكـيـره ومــســتــ­شــاروه وعــلــى رأسهم الإسرائيلي عزمي بـشـارة إلـى محاولة تفجير العالم العربي من داخله والاستيلاء عليه عبر استلاب الجماهير وخداعهم، فأنشأ قناة الجزيرة وتحالف مع قوى التطرف والإرهاب، ومع ذلك لم تجد تلك الممارسات في السياسة نفعا فبقيت قطر كما هي دولة صغيرة بلا تأثير يذكر. بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده وجد أن جماعة الإخوان المسلمن هـي أقـرب مـا تكون إلـى شركة عـابـرة للحدود لديها شـبـكـة عــلاقــات عــامــة واســعــة وجــمــاعـ­ـات مـتـطـرفـة وعسكرية متأهبة وقادرة على القيام بأي عمل. وكأن القدر جمع بن شتيتن متماثلن، فالجماعة كانت تبحث عن وجه سياسي ومالي، وهو وجد فيها الملاذ الأخير لتحقيق حلم لطالما سعى وراءه ولم يجده. لقد حققت الجماعة الإرهابية أخيرا حلمه «الوهمي»، لكن هذه المـرة ليكون شيخا على جماعات التكفير والتطرف بـدءا من القاعدة، وقـاعـدة الـعـراق والـشـام، والقاعدة في جزيرة العرب، والجماعة المقاتلة في ليبيا، وجبهة النصرة، وداعش، وداعش سيناء، وانتهاء بداعش ليبيا والصومال.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia