شلل في طهران.. وانهيار العملة يؤجج االنتفاضة
شــل انــهــيــار الـعـمـلـة اإليــرانــيــة «الــتــومــان» أســــواق طــهــران ومحافظات أخــــرى، وبـــدأ الــســوق الـرئـيـسـي فــي بــــازار الـعـاصـمـة اإليــرانــيــة إضرابًا عـــارمـــًا أمــــس (اإلثــــنــــني) بـــنـــاء عــلــى دعـــــوة أطــلــقــهــا أصـــحـــاب املحالت والنشطاء االقتصاديون احتجاجًا على الغالء وارتـفـاع أسعار السلع وتدهورالوضع االقتصادي. وبدأت األسواق املركزية في املحافظات واملدن، مثل کرج وتبريز والري وغــيــرهــا، بـاالنـضـمـام إلــى اإلضـــــراب. ونـشـر نـاشـطـون مـقـاطـع وصورًا تظهر حـضـور أعـــداد كبيرة مـن الـشـرطـة وقـــوات األمــن الـداخـلـي، وهي تطوق شـوارع بـازار طهران للحيلولة دون انـدالع مظاهرات كما حدث قبل عدة أسابيع. وتأتي هذه اإلضرابات عقب االنهيار غير املسبوق للعملة اإليرانية برقم قياسي تاريخي، حيث بلغت قيمتها 115 ألفا 400و ريال مقابل الدوالر الـواحــد، حتى صباح أمـس بينما عينت الحكومة سعر 42 ألـف ريال للدوالر منذ أشهر. وكـان حشد من أصحاب املحالت قد تجمعوا أمس األول في ساحة «سبزه ميدان» في طهران، غير أنهم واجهوا هجومًا من قبل عناصر الشرطة واألمن التي قامت بتفريقهم. ووصـــف عضو املجلس الـوطـنـي للمقاومة اإليــرانــيــة مـهـدي عقبائي األوضـاع في إيران بـ«امللتهبة»، خصوصا مع اقتراب فرض العقوبات األمـريـكـيـة فــي الــســادس مــن أغـسـطـس الــقــادم. وكـشـف أن هــذا االنهيار االقــتــصــادي تــزامــن مــع سـحـب قـــادة املــاللــي ثــرواتــهــم وأرصــدتــهــم من الــبــنــوك اإليــرانــيــة ونـقـلـهـا إلـــى الــبــنــوك األجــنــبــيــة، بـعـدمـا تـــأكـــدوا من االنهيار الوشيك للنظام بسبب االنتفاضة الشعبية املتأججة. وقال إن إضـراب سائقي الشاحنات الثقيلة دخل يومه الثامن أمس، مضيفا أن اإلضرابات تتمدد. فــي غــضــون ذلــــك، حـــذر األعـــضـــاء الــجــمــهــوريــون فــي مـجـلـس الشيوخ األمــريــكــي كــال مــن بـريـطـانـيـا وفـرنـسـا وأملــانــيــا مــن تـجـاهـل العقوبات األمريكية على النظام اإليراني التي سيبدأ تطبيقها في األسبوع األول من شهر أغسطس القادم. وأكـدت رسائل بعثوا بها إلى سفارات الدول الـثـالث فـي أمريكا أن العقوبات ليست قــرارًا حكوميًا فحسب، بـل هي ناجمة عن القوانني الفيدرالية التي اتخذها الكونغرس، محذرين من أن أية محاوالت لتجاهلها من جانب البلدان األوروبية ستؤدي إلى عواقب. وكــان الرئيس األمريكي دونـالـد ترمب أعلن في وقـت سابق استئناف كل العقوبات ضد إيــران، بما فيها العقوبات ضد الــدول األخــرى التي تتعاون مع طهران على خلفية انسحاب بالده من االتفاق النووي. وذكـرت وسائل إعـالم رسمية إيرانية (السبت) أن طهران تعتزم تقديم حوافز تتعلق باألسعار والضرائب ملستثمري القطاع الخاص لتولي مــشــروعــات الـــدولـــة املــعــطــلــة واملـــســـاعـــدة فـــي دعـــم االقــتــصــاد ملواجهة العقوبات األمريكية وانسحاب الكثير من الشركات األجنبية.