دمج الصفوف األولية

يقتضي تطوير التعليم في اململكة تأسيس أولى وأهم لبناته وهـي مرحلة ما قبل املـدرسـة ومرحلة الصفوف األولـيـة -من األول للثالث-، أما من ناحية ما قبل املدرسة فتحظى رياض األطـفـال في اململكة باهتمام بالغ وتطوير مستمر بكفاءات عالية وملموسة حتى أصبحت هذه املرحلة في التعليم العام باململكة تتفوق على التعليم األهلي الخاص بل وتضاهي -با مبالغة- أجود وأكفأ الدول تعليمًا واهتمامًا بالطفولة، أما ما يتعلق باملرحلة األولية أو الصفوف األولى فهي مكمن الخلل الذي يجب أن يعالج، فهناك فجوة كبيرة يلمسها الطفل حاملا يخرج من الروضة ويلتحق باالبتدائية، فجوة ال يسدها إال تكثيف االهتمام بهذه املرحلة وإسنادها ملن يقودها بمهنية وكفاءة تربوية مرموقة. بـاتـت الــضــرورة تحتم اإلســـراع فــي إقـــرار الــدمــج الـــذي يرمي إلى دمج الصفوف األولية للذكور في مدارس البنات وتحت إدارات تعليم البنات، فهذا قـرار ال بد منه وتقديمه خير من تأجيله بذرائع واهية كالدراسات والتحليل واألولويات الخ، فـالـوضـع مهيأ فــي الــوقــت الـحـالـي وال يتطلب ســوى بعض التعديات واإلضافات في مدارس البنات االبتدائية وبعض الكوادر التي ستتولى مهمة التأسيس والتنظيم وليكن على مـراحـل كــإقــراره فـي مـــدارس عــدة مـن كـل منطقة، ثـم التوسع سنويًا حتى تتم تغطية جميع املدارس، أما التمويل فميزانية وزارة التعليم الفلكية قادرة على تحمل تغيير مرحلي كهذا في اعتقادي. من خال واقع مامستي لتجربة الدمج ومن خال تجربتي مع ابني، فهي تجربة عظيمة تستحق اإلشادة والتعميم كأسلوب تعليمي رائــع انتهجته الكثير من املــدارس األهلية الخاصة ونجحت نجاحًا باهرًا، فا أحن وأقرب للطفل بعد أمه سوى معلمته، فاملرأة وحسب فطرتها وتكوينها هي الحضن اآلمن والقلب العطوف على الطفل في سنواته األولى، فلتبادر وزارة التعليم بالدمج حفاظًا على الطفولة وتوفير األمان النفسي للطفل لينشأ في بيئة صحية تؤهله لبناء مستقبل سليم.