أعضاء «شورى» يطالبون بإستراتيجية للتوطني
حّملوا «الصحة» املسؤولية األكبر لردم الفجوة.. وينتقدون احلوافز
دفع تدني نسبة سعودة األطباء في الكادر الصحي لــوزارة الصحة أعضاء في مجلس الشورى لتقديم اقــــتــــراحــــات تــجــنــب الــــــــــوزارة إخفاقاتها املــــتــــكــــررة فــــي تــــوطــــني وظـــائـــفـــهـــا، إذ طالب عدد منهم بتبني إستراتيجية لتوطني تلك الوظائف، معتبرين أن إلقاء الالئمة على الــوزارات األخرى ال يحل املعضلة. ويرى عضو مجلس الشورى عبداإلله ســـاعـــاتـــي أن مــعــالــجــة وزارة الصحة إخفاقات توطني وظائف كادرها الطبي «ضرورية وتحتاج تدخال سريعا وتنفيذا مباشرا إلستراتيجية توطني الوظائف الصحية»، الفتًا إلى أن النظام يقول إن «الوظيفة املشغولة بغير سعودي هــي وظـيـفـة شــاغــرة لـحـني شغلها مــن قـبـل مواطن سعودي». وشـــــدد ســـاعـــاتـــي، فـــي حــديــثــه إلــــى «عــــكــــاظ»، على ضــرورة التحرك ملعالجة توطني الوظائف الصحية، قائال: «تسعى خطة التحول الوطني ورؤية اململكة 2030 لخفض نـسـبـة الــبــطــالــة فـــي املــمــلــكــة، كــمــا أن مـن ضمن أهـــداف وزارة الصحة في الــرؤيــة تـوطـني الــوظــائــف فــي الكادر الطبي». وطـــالـــب وزارة الــصــحــة بــتــقــديــم حوافز لـألطـبـاء الـسـعـوديـني للعمل فــي األماكن البعيدة عن املدن بهدف توطني الوظائف الصحية، مـضـيـفـًا: «كــمــا أن الـــــوزارة مـطـالـبـة كــذلــك بتوظيف األطباء السعوديني في القطاع الخاص وليس فقط في القطاع الحكومي فقط». ووصف عضو في مجلس الشورى (فضل عدم ذكر اسمه) عمل وزارة الصحة على توطني الوظائف في العديد من قطاعاتها بـ «العملية البطيئة»، مستدركًا بـالـقـول: «رغـــم أن تـقـاريـر الــــوزارة تشير أخــيــرًا إلى وجود تحسن في هذا األمر». وقال لـ«عكاظ» إن ثمة حاجة إلى توظيف خريجي الكليات الصحية التي أصبحت منتشرة فـي كافة مـنـاطـق املـمـلـكـة وبـــأعـــداد كـبـيـرة «ووزارة الصحة هي البيئة الطبيعية لتوظيفهم واحتوائهم»، الفتًا إلى أن «الصحة» تعلن في تقريرها بأن ما تحصل عليه من وظائف ال يتناسب مع عدد الوظائف التي تطلبها بشكل سنوي، وتحمل وزارة املالية والخدمة املدنية مسؤولية عدم مساهمتهما في تحقيق تلك التطلعات، خصوصا أن الحوافز للكادر الصحي في الوزارة ال تعتبر محفزة للكثير من األطباء. وطــالــب عـضـو مـجـلـس الـــشـــورى الــدكــتــور منصور الـكـريـديـس بـإيـجـاد بـرنـامـج وطــنــي لـتـوطـني مهنة األطــبــاء خــالل 10 أعـــوام، واعـتـبـر أن نسبة األطباء السعوديني حسب تقرير الوزارة 1437( - )1438 مــتــدنــيــة جــــدًا ولم تـصـل إلــى .%30 وقـــال لـــ«عــكــاظ» إن عـلـى الــــوزارة مـسـؤولـيـة كـبـيـرة لردم الــفــجــوة الـهـائـلـة فــي نـسـبـة التوطني مــن خـــالل الـتـنـسـيـق مــع الــجــهــات ذات العالقة مثل وزارة التعليم ووزارة العمل والـتـنـمـيـة االجــتــمــاعــيــة ووزارة الخدمة املدنية ووزارة االقتصاد والتخطيط إليجاد خطة واضحة مقرونة ببرنامج زمني لرفع نسبة توطني وظائف األطباء في اململكة. وأكـــــد الــكــريــديــس أنــــه وفـــقـــًا إلحــــصــــاءات معدالت تـوظـيـف األطــبــاء الـسـعـوديـني الـحـالـيـة فــإن الوزارة تحتاج أكثر مـن 25 عامًا لتوطني مهن األطـبـاء ما عدا أطباء األسنان، مضيفًا: «تعتبر مهنة الــطــب فـــي املــمــلــكــة مــحــتــكــرة بواسطة األجـــــانـــــب، وبـــالـــتـــالـــي اإلســـــــــراع في توطينها يجنب الخدمات الصحية خــــطــــورة االنـــكـــشـــاف املـــهـــنـــي لهذه الـــوظـــائـــف فــيــمــا لـــو غـــــادر األطباء األجانب اململكة لسبب أو آلخر». وشدد الكريديس على ضرورة زيادة أعداد املقبولني بكليات الطب في اململكة البالغ عــددهــا 31 كـلـيـة، مـعـتـبـرًا أن الــخــطــوة «مـــن الحلول املهمة لتوفير األمان املهني لوظائف األطباء».