هاكاثون احلج.. تقنية وعبادة وإجناز!

األخـبـار الجميلة تتوالى في السعودية الجديدة، إنـجـازات هنا وهناك بشكل سريع تصعب مالحقته تحولت معها البالد إلى ورشة عمل وبناء ضخمة تمتد على مساحة ،²م2,150,000 ولعل من أجمل األخـبـار هذه األيام خبر تزين صفحات موسوعة جينيس لألرقام القياسية بـ«هاكاثون الحج» كأكبر هاكاثون في العالم، وهو الحدث العاملي الذي نظمه االتحاد السعودي لألمن السيبراني والـبـرمـجـة والـــدرونـــز فــي مـديـنـة جــدة قـبـل أيـــام قـلـيـلـة، إذ يــؤكــد ذلــك عــزم السعوديني وقدرتهم على أن يكونوا صناع التقنية الحديثة في املنطقة وأن تكون بالدهم مركز االبتكار واإلبـداع في البرمجة وصناعة التطبيقات التي تجعل حياة الناس أسهل في كل بقاع هذا العالم. األجمل أن هذا الحدث الدولي الضخم يأتي في األساس لخدمة حجاج بيت الله الحرام الـقـادمـني مــن شـتـى بـقـاع األرض، ليثبت للعالم أجـمـع أن الـسـعـوديـة وإن كـانـت تبني املستقبل بيد فإنها ماضية في التزامها التاريخي والديني باليد األخــرى عبر خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل عملية أدائهم للفريضة وتذليل أي مصاعب قد تواجههم في سبيل ذلك، هي معادلة صعبة ال تجيدها إال هذه اململكة املباركة، وشرف عظيم خصها الله به من بني كل دول العالم. شارك في هاكاثون الحج عدد كبير من املبرمجني القادمني من مختلف الدول، وضمت لجنة التحكيم الخاصة بـه عــددا مـن أبــرز األسـمـاء عامليا وإقليميا ومحليا فـي مجال التقنية، برئاسة ستيف وزنـيـاك الشريك املـؤسـس فـي عمالق التكنولوجيا األمريكية (شركة أبـل)، لكن األجمل من هذا كله أن الفريق الفائز بالجائزة األولـى في الهاكاثون والتي تبلغ مليون ريـال سعودي، لم يكن سوى فريق سعودي مكون من مجموعة من بنات الوطن املبدعات اللواتي قدمن مشروع تطبيق إلكتروني مميز لخدمة الحجاج في مجال ترجمة اللوحات اإلرشادية بأي لغة، تحت مسمى (ترجمان). يحق لنا أن نفخر باملنظمني والـفـائـزيـن فـي هــذا الـحـدث الـعـاملـي، ويـحـق لنا أن نقول للعالم بكل اعـتـزاز هــذا نحن وهــذه بعض إمكاناتنا وهــؤالء هـم مبدعونا، فـي الوقت الـذي يغرق فيه أعــداء السعودية في مشاكلهم الداخلية ويواجهون الفوضى وانهيار االقتصاد واألمن، ألن الدول التي تبني للمستقبل وتهتم بمواهب أبنائها وتقدم الخير للعالم، ليست كالدول التي تعيش على املاضي والخرافات والشعارات السوداء وتصدير اإلرهاب والفكر الظالمي. إن اإلنجازات العاملية التي يحققها السعوديون اليوم، وسيحققونها غدًا وبعد غد ليست سوى نتاج طبيعي لتوجيهات خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، ورؤية ولي عهده األمني صاحب السمو امللكي األمير محمد بن سلمان، وليس أدل على ذلك من كون االتحاد السعودي لألمن السيبراني الذي نظم الحدث املحتفى به يعمل تحت رئاسة معالي املستشار في الديوان امللكي األستاذ سعود القحطاني، الرجل الذي بات اسمه أيقونة إعالمية تزرع الرعب في قلوب خصوم السعودية وتبث األمل والطموح في نفوس شباب الوطن ومبدعيه.