السكان حملوا أمانة الطائف مسؤولية التلوث الصادر منه
«سوق املاشية» معاناة أزلية تؤذي احلوية
يـــعـــض مـــحـــمـــد الـــســـبـــيـــعـــي أصـــــابـــــع الندم الستئجاره شقة مطلة على سوق املاشية الذي يتوسط ضاحية الـحـويـة (شـمـال الطائف)، مشيرا إلــى أنــه لـو عــاد بـه الـزمـن إلــى الوراء ملــا أقـــدم عـلـى هــذه الـخـطـوة غـيـر املحسوبة، -كـــمـــا يــصــفــهــا- خــصــوصــا أنـــــه أثـــــث شقته بمبلغ بــاهــظ، وحـــرص عـلـى انـتـقـاء األجود واألثمن منه، لكنه بعد مرور شهر من سكنه، اكتشف أن يعيش في منطقة موبوءة، تعاني من تدني مستوى اإلصـحـاح البيئي، فضال عـن اإلزعـــاج املـتـواصـل الــذي يـصـدره الباعة واملـتـرددون للشراء من السوق، باستيالئهم على املواقف الخاصة بالبناية التي يسكنها، وإرباك حركة السير. وقال السبيعي: «لم أكن أدرك املعاناة التي يعيشها املجاورون لسوق املــاشــيــة الــعــشــوائــي الــــذي يـتـوسـط الحوية، إال حينما سكنت قــربــه»، مبينا أنــه ينتظر انـتـهـاء العقد الـــذي أبــرمــه مــع مـالـك البناية لـيـرحـل بـعـيـدا عــن املـنـطـقـة وحـلـقـة األغنام. ويــتــفــق كــثــيــر مـــن املــواطــنــن مـــع السبيعي حـــول املــعــانــاة املـتـفـاقـمـة مــن ســـوق املاشية، منهم سعود العصيمي الـذي وصف مشكلة «الحلقة» بـ«األزلية»، موضحا أنهم وصلوا ملــرحــلــة الـــيـــأس مـــن تـــحـــرك أمـــانـــة الطائف إلنـقـاذهـم مـنـه، بنقله بعيدا عـن التجمعات السكانية. وقــال العصيمي: «يتوسط سوق املاشية أحياء جوهرة الحوية والفهد وابن بـايـن وسـلـطـانـة، ويـصـدر لسكانها الروائح الــكــريــهــة والــحــشــرات والـــفـــئـــران، ومـــا يفاقم الوضع أن جثث األغنام قريبة من املساكن، وتــهــدد بـكـارثـة بيئية، فـضـال عــن النفايات التي تنتشر في املوقع»، مشيرا إلى أن املشكلة تتضاعف بهطول األمطار، وتتزايد الروائح الكريهة وتصبح الحياة في مساكنهم أمرا ال يطاق. وذكر أنه عند هبوب الرياح تغص منازلهم باألعالف، مبينا أن مطالبهم املتكررة ألمانة الـــطـــائـــف بـــإنـــقـــاذهـــم مــــن ســـــوق املـــاشـــيـــة لم تجد نفعا، محذرا من الحرائق التي تندلع باستمرار في األعالف وتهدد مساكنهم. وأشــار إلـى أن السوق تديره عمالة وافــدة ال تكترث باألخطار التي يحدثونها في الحي، الفـتـا إلــى أنـهـا تـرفـض االنــتــقــال مــن املوقع، وتتسبب بإحراج كبير في قلب الحوية. وشــكــا عـبـدالـلـه الــعــالــي مــن تــزايــد األمراض التنفسية بن سكان األحياء املجاورة لسوق املــاشــيــة، واصــفــا الــرقــابــة عليه مــن الجهات املـخـتـصـة بــ«الـضـعـيـفـة»، إذ تنتشر الجثث النافقة واملـسـالـخ العشوائية املحاطة بزنك مـتـهـالـك تـحـيـط بــهــا الـــشـــوارع الــتــرابــيــة من جــمــيــع الـــجـــهـــات. وانــتــقــد انــتــشــار العمالة املــخــالــفــة الـــتـــي ال تــحــمــل شـــهـــادات صحية فــي تلك املـسـالـخ، إضــافــة إلــى افـتـقـادهـا ألي طبيب بيطري أو مختص باألغنام يوضح لــلــمــســتــهــلــك إن كـــانـــت ذبــيــحــتــه صالحةه لالستهالك أم ال. وأفـاد أن أمانة الطائف قدمت لهم كثيرا من الوعود طيلة هذه السنن بنقل السوق بعيدا عن مساكنهم، إال أن تلك الوعود لم تكن سوى ســـــراب، مـبـيـنـا أن ســــوق املــاشــيــة ســلــب حي الحوية كثيرا من قيمته العقارية.