خدمة احلجاج بإتقان.. مهمة سعودية بامتياز

في الهدي النبوي العظيم يقول رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه».. بهذا التوجيه نعايش نبراسًا ملهمًا.. وشعلة ضوء تنير لنا معالم الطريق في مسيرة الحياة.. فنحن في األساس خلقنا إلعمار األرض بالعمل الصالح، لقوله سبحانه وتعالى: «هو أنشأكم من األرض واستعمركم فيها»، فكيف تستقيم حياتنا وتنتظم خدماتها وتتطور نشاطاتها إذا لم نعمل بإتقان؟! بكل تأكيد لن يتحقق ذلك، فاإلنسان العامل مكلف بمهام وعليه واجبات وله حقوق.. فال يجب أن يصرفه ضغط العمل.. أو االندفاع بال اتزان للكسب املادي أو مصاعبه أو معوقاته.. عن واجب إتقانه كما أمرنا بذلك الشرع اإلسالمي الحنيف.. وفــي هــذا الجانب قــال بعض العلماء إن «اإلتــقــان» فريضة.. كما اعتبروا العمل عبادة.. خاصة إذا تمت تأديته بإخالص، وروعي فيه مخافة الله.. وهو الرقيب جل جالله. وخدمة ضيوف الرحمن في مقدمة األعمال الجليلة التي تحتسب عند الله.. وبحكم مكانتها.. وأهميتها.. ولطبيعة التصاقها بوفود بيته العتيق هؤالء الحجاج الذين تركوا بلدانهم البعيدة وقدموا ألداء فريضة الحج.. وهو الركن الخامس من أركان اإلسالم العظيم.. استجابة لألمر اإللهي «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال» .. فإن قيمة عمل من اؤتمن على خدمة ضيوف الرحمن تعلو على أي قيمة، وال يماثلها في األداء عمل آخر، ولذلك كان االهتمام األول والرئيسي لبالدنا هو رعاية ضيوف الرحمن وتهيئة كل الخدمات والرعاية لهم لتيسير فريضتهم.. وبفضل الله نجحت في العقود املاضية.. حتى ترسخت في أذهان العالم أجمع مكانة وعظمة وأهمية اململكة العربية السعودية فـي قلوب املسلمني، فما مـن مسلم وال مسلمة يتجهان في صالتهما إلـى القبلة ألداء الصلوات الخمس املكتوبة إال وتحلق بهما األمنيات لزيارة بيت الله العتيق.. ومن ثم أداء فريضة الحج املكتوبة.. والتي إن تحققت بنجاح واطمئنان يكتب لهما الفوز باملغفرة.. لقوله صلى الله

ًَّ عليه وسلم: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه»، أي خاليًا من الذنوب.. مشموال بالرحمة واملغفرة بعون الله وقدرته. إن اململكة العربية السعودية وعلى مر تاريخها املجيد هي البلد املضياف الذي سخرت طاقاته البشرية واملالية لخدمة املسلمني.. تواصل اليوم.. وكل يـــوم.. العمل لجعل رحـلـة الـحـج ميسرة وآمــنــة.. وتخلف ذكـــرى جميلة في ختامها في نفوس زوارهـــا، ومـا هـذه االسـتـعـدادات، والتطور الحاصل في الخدمات ســـواء.. بالجهد البشري أو التقني.. أو السعي املخلص مـن أجل نـجـاح مـوسـم حـج هــذا الـعـام )1439( إال ثـمـرة مـن ثـمـار التخطيط السليم لــإدارة الناجحة.. واإلرادة القوية.. والدعم السخي واملتابعة املستمرة من خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده األمني األمير محمد بن سلمان يحفظهما الله. وسنمضي بإذن الله في أعمالنا كما خطط لها في برنامج ضيوف الرحمن ضمن رؤية ..)2030( وال نكترث بالقلة الحاقدة الذين يحاولون التشويش علينا إعالميًا خارج الحدود، أو عبر وسائل التواصل االجتماعي.. فاملهمة سعودية ناجحة بامتياز.. بعون الله وتوفيقه. ** رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة