Okaz

سلبية بنوكنا الرابحة

-

أعلنت أغلب البنوك املحلية إن لم يكن جميعها أرباحها الفصلية، التي ستبلغ مع نهاية العام الحالي مليارات الرياالت، وهي بذلك تثبت أنها الحصان الـرابـح فـي االقـتـصـا­د املحلي، وتطلق نظرة شك على بعض القطاعات التي «تلطم» وتندب وضعها املتردي، وضـآلـة أربـاحـهـا الـتـي تـقـول عنها إنـهـا خــســارات متالحقة، وفي نظري وطاملا أن البنوك «ربحانة» باملليارات، فإن «البزنس» في وضع جيد، أو على األقل هو مستقر، وإذا كان هناك من خرج من الــســوق، فـذلـك نتيجة تشغيله الـخـاطـئ، واعــتــمـ­ـاده عـلـى العمالة الوافدة بشكل كامل أو تستره الذي لم يعد هنالك مجال الستمراره. املهم أن هناك أرباحا وليس هناك من خسر غير املستهلك، فأرباح البنوك والشركات واملؤسسات وحتى باعة شاهي الجمر، كلها من جيب املستهلك، فالبنوك مبنية أعمالها على البيئة االقتصادية، وعلى رجــال األعمال وثرواتهم، وعلى مدخرات املتعاملني معها وحسابات العامة والخاصة وكلها معتمدة على هذا البطل الهمام، واملصارع الجبار املسمى بـ«املستهلك» الذي يعود إليه الفضل بعد الـلـه فـي تشغيل «االقــتــص­ــاد»، وتحمل تقلبات أسـعـار السلع وما يتبعها من ضريبة القيمة املضافة، باإلضافة إلى الهجوم الشهري الــــذي يــتــعــر­ض لــه دخــلــه مــن سـلـسـلـة املــدفــو­عــات الــتــي تضخمت أرقامها كالكهرباء واملـاء والوقود والتلفونات وأسعار الخدمات األخرى، حتى لكأنه ينطبق عليه قول الشاعر «تكاثرت الظباء على خراش.. فما يدري خراش ما يصيد»، فكان الله في عونه. أعــود إلــى بنوكنا املحلية وإلــى أربـاحـهـا املليارية الـتـي حصلت عليها، فأسألها سؤاال بريئا عما أعطته للمجتمع الذي تعمل فيه؟، هل بنت مدرسة أو قاعة في جامعة أو أنشأت مراكز لغسل الكلى أو ساهمت في تكاليف عالج املحتاجني من املرضى؟، هل شاركت في تبني منح تعليمية داخلية خارجية ألبناء وبنات الوطن الذي اغترفت منه أرباحها؟، هل مولت البنوك بناء قاعات للمؤتمرات واالحــتــ­فــاالت فــي بـعـض مـــدن املـمـلـكـ­ة؟ هــل عـمـلـت عـلـى املشاركة الفاعلة في حل مشكل البطالة بني شبابنا وشاباتنا؟ هل شاركت فــي دعـــم الـجـمـعـي­ـات الـخـيـريـ­ة وتـبـنـت بـعـض مـشـاريـعـ­هـا لخدمة املحتاجني؟ وهناك الكثير من هذه الـ«هل» التي ال نرى إجابة لها، اللهم إال ما تناقلته بعض الرسائل من أن بنوكنا مجتمعة ماعد واحدا منها قد خفض عمالته بني عامي 2016« »2017و بنسبة %6.7 أي أن هناك ما مجموعه 3654 موظفا تم االستغناء عنهم، وبلغت ُنسبة استغناء أحـد البنوك )%19.2( من موظفيه، وربما يكون املستغنى عنهم من املوظفني املقيمني، لكن هـذه البنوك لم تستقطب بديال عنهم من املواطنني وهو ما يكرس االنطباع األزلي عــن سلبية بعض بنوكنا املحلية فــي مشاركاتها ومساهماتها املجتمعية، أخيرا ولإلنصاف فإن هناك شركات ومؤسسات تتزاحم أرباحها على صناديق البنوك لكنها بقيت تأخذ من هذا املجتمع دون أن تعطيه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia