سمك لنب متر هندي!

نخرج إلـى الدنيا أطفاال، ال نعلم كيف ستكون حياتنا، هل نحن من عائلة مرفهة؟ هل ستكون في فمنا ملعقة من ذهـب؟ أم شوكة من شـوك البرشومي، ألننا في هـذه الحالة، من الصعب أن تكون لدينا شـوكـة مــن مــعــدن، أو حتى مــن تـنـك، وربــمــا تـكـون مصدية، طيب إذا كـانـت ملعقة مـن ذهــب، هـل سيفرق طعم الحليب؟ وهل فائدته ستصبح سوبر ستار حليب؟ وإال ما فرقت، وربما إذا كنت من حسبة «الفقرانني» لو أقدر وأنطق أقول يا عمي با ملعقة وال مغرفة، حليب الوالدة ألذ و«أفــود»، وبعدين أي ملعقة بتعطيني دفء وحنان حضن الوالدة «حامض يا عنب»، وعندما أكبر وأبدأ بـمـمـارسـة الـلـعـب، هــل األلــعــاب اإللـكـتـرونـيـة الــتــي يلهو بـهـا ذوو املـال، أفضل من ألعابي الخشب أو القطن أو الكرة «املنسمة» التي اشتراها أبـوي من يـوم ما حفروا البحر، ألنـه يعتقد أنـه سينجب «لعيب» كورة، وبعدين جدي «رنو حتة علقة»، وقال له: «يا واد با كورة با مسخرة، اسرح دور فضل الله، شف لك تكسي تكد عليه، واال روح الحلقة بيع برسيم أصـرف لك، تطلع على األقـل بقرشني حلوين»، ولو علم جدي آخرة أبويا ما كان نصحه هذه النصيحة املهببة، شوفوا اآلن العـب أيامنا هـذه مايني بالهكي واللعب يا قلب العنا، ولكن أرجـع لعقلي وأقــول لو لعب أبويا الكرة في ذاك الزمان كان يمديه مرضان ومفلس. طيب، أوالد األغنياء يا جماعة ما شفت العب مبدع منهم، هل ألنهم ليسوا في حاجة الـريـال؟ واال ألنهم أقـل إبـداعـا؛ ألنـه كما يقولون الحاجة أم االخــتــراع، وعلى فكرة حتى اآلن لم يفسر أحـد ملــاذا لم يقولوا أبـو االخـتـراع هل ألن الحاجة مؤنثة كلغة؟ أم ألن األب ما يولد وبالتالي من فني يجيب االختراع يا حبة عيني، ولو كان هو الذي يجيب األطفال كان شكا وبكى، وبدل ما يروح ساعتني ثاثة للشغل ما يروح أصا ويقول يا جماعة أنا عندي عيال بربيهم. طيب، سؤال هم األغنياء ليه يتوظفون؟ أنا الذي أالحظه أن الكثير مـن األغنياء موظفني، تسأله يـا أخـي أنـت عندك خير ايـش تبغى بالوظيفة يرد: «هذا حق من حقوقي كأي مواطن صالح»، وبعدين هــل أنــا سـألـت أي فقير ملـــاذا يعمل ومــن ثــم لـيـه حـضـرتـه يشتغل ويتعب نفسه؟ أصله فقير كذا وال كذا، يعني حيجيب راس كليب، طيب أنا مفيليس أفندي أبغى أعمل مشروع ماني شايف مشكلة أروح البنك، أحصل قرض وابـدأ مشروع محندق على قـدي، رحت للبنك قــالــوا لــي: «الزم يـكـون عـنـدك أســيــت»، أرد يــا جـمـاعـة أيش تبغوا باألسيد هـذا يحرق؟ يــردوا أسيت بالتاء يعني عقار قلت: «عندي وانـا أبـو هندي حتى أبلع يوميا منه حبتني من الصداع اللي خاواني من الفقر وضيق الصدر»، يردوا يا حليلك عهدك عهد قـمـري، عـقـار يعني أرض أو شـركـة أو فـلـوس فـي البنك إذا عندك نقرضك، أرد عليهم هو لو عندي كان جيتكم أنتم قرضمتوني وما بقي فيه حيل، ويـأخـذنـي مـراجـع على جنب ويـؤشـر إلــى شخص ويقول هـذا عنده مليارين كـاش وحــار يا فـول دوبــه استلم قرض بثاثة مليار، وخرج زعان ألنه كان طالب عشرة مليار ما يخافون الـلـه ومــا أعــطــوه إال ثـاثـة شـايـف كـيـف! خـرجـت وقــد قـــررت بملء إرادتـــي أن أظـل فقيرا بـا فلوس بـا طمع بـا وجـع قلب. وليعش املليارديرية الغابا.