احلصافة الدبلوماسية وحكمة اململكة اخلارجية
ال يـجـوز فــي الــعــرف الـدبـلـومـاسـي الـتـصـريـح بالتجريح في عاقات الدول ببعضها، فالطرق الدبلوماسية واالتصاالت املباشرة بني الدول هي أقصر الطرق للتفاهم الدبلوماسي، فــهــنــاك كــلــمــات وعـــــبـــــارات دبــلــومــاســيــة تــســتــخــدم في العاقات الدبلوماسية بني الــدول، وبمجرد ما تتجرد الـدولـة مـن الـعـرف الدبلوماسي واللغة املتعارف عليها دبلوماسيًا بني الـدول كاستخدام كلمة «فــورًا» فهي خارج القاموس السياسي، وال تستخدم إال في العمل العدائي، ما قد يترتب عليها قطع العاقات بني البلدين، ألن لغة األوامــر والنواهي ال تستخدم بني الدول، إال في أوقات الحروب، أما في أوقات السلم فا مكان وال مـجـال إال للغة الـسـام بـني الـــدول، عبر االتــصــال املباشر بينها لحل أي إشكال دبلوماسي، فالقانون الدبلوماسي الذي ينظم العاقات الدبلوماسية بني دول العالم قائم على االحترام املتبادل بني جميع دول العالم، واحترام ســيــادتــهــا، ومـــراعـــاة خـصـوصـيـتـهـا وعـــدم الــتــدخــل في شؤونها الداخلية، فالدبلوماسية شــأن خـارجـي ليست له عاقة بالشؤون الداخلية في كل دولة، ولهذا يجب على كـل دولــة تقيم عـاقـات دبلوماسية مـع دول العالم أن تحترم القانون الدولي والقانون الدبلوماسي في عاقاتها مع الـدول األخرى، وأن تحرص كـل دولــة على احـتـرام خصوصية األخــرى، وبـذلـك يستتب السام العاملي بني الدول وتحل جميع املشكات والخافات بلغة السام، وليس بالقوة والتهديد وإعان الحروب، ألن ذلك معناه انتهاء املصلحة املشتركة بـني البلدين والتحول مـن الـسـام إلــى الـحـروب والـحـرب دمار للطرفني. فأدعو إلـى إقامة عالم يسوده السام، فبالسام تحيا األرض ومن عليها وبالحروب تموت الحياة فيها.. السام مطلب عاملي ونحن هنا في اململكة العربية السعودية يشهد التاريخ بأننا دولة مساملة تحب السام، تسالم من يساملها وتعادي من يعاديها، وال تعتدي على أحد، فا عدوان إال على الظاملني.