العقوبات على إيران.. والعزاء عند اإلخوان !
فـــرضـــت أمـــريـــكـــا الـــحـــزمـــة األولـــــــى من الــعــقــوبــات عــلــى الــنــظــام اإليـــرانـــي في انتظار حزمة أشـد في نوفمبر القادم، وانتصرت الدبلوماسية التي مارستها السعودية ووجهة النظر التي ترى أن االتفاق النووي الذي وقعه «أوبـامـا» مع إيــران وانسحب منه «تـرامـب» مؤخرًا ربما يكون األسوأ في التاريخ وسيفضي إلى سباق نـووي ال مناص منه في املنطقة، كما أنـه أطلق يد إيران بعد رفع تجميد أموال العقوبات االقتصادية عنها ألن تكون غراب الخراب الذي يعيث فسادًا في العراق وسورية واليمن، من الطبيعي أن تكون إيران ساخطة وهي التي طبلت ومعها مواليها من العرب النــتــصــار عـظـيـم مــع اتـفـاقـيـة «أوبـــامـــا» لـكـن هناك ساخطن كـثـرا ليس فـي إيـــران وحـدهـا أو االتحاد األوروبــــــي الــــذي تستفيد شــركــاتــه مــن االتفاقيات الـتـجـاريـة مــع إيــــران ولــيــس أيــضــًا مــن امليليشيات واألحــزاب الشيعية التي غرستها إيــران في العراق وســوريــة ولـبـنـان والـيـمـن بـل هـنـاك سـاخـطـون أشد وطـأة وأســوأ قيال! وهو التنظيم اإلخواني الدولي فـي تركيا ممثال بحزب العدالة والتنمية التركي، والجزيرة مسلوبة اإلرادة والسيادة «شرق سلوى»، وكافة تنظيمات حزب اإلخــوان في الـدول العربية، وآخرها الحزب اإلسالمي العراقي أسوة باألحزاب الشيعية والعصابات اإلرهابية في أرض الرافدين، حيث دعا الحزب إلى عدم فرض العقوبات والحوار البناء مع إيران! إثبات جديد للبعض الذي ينتقد بسذاجة السياسة السعودية بأنها ال تدعم األحزاب السنية! في مقابل دعم إيــران لأحزاب الشيعية املوالية لها، وهم في الــحــقــيــقــة يــقــصــدون «بــــاألحــــزاب الــســنــيــة» تنظيم اإلخـوان املسلمن الدولي املوجود في معظم الدول العربية واإلسالمية.. «الرياض» ال تميل إلى دعم أي حزبيات طائفية تحاول أن تفتت الـدولـة املركزية، وتقف بشرف للدفاع عن مصالح املسلمن ووحدة شـعـوبـهـم سـنـة وشـيـعـة فــي ظــل دولـــة ال تــفــرق بن مــواطــنــيــهــا عــلــى أســـــاس طــائــفــي أو قـــومـــي، وهي بهذا املبدأ واملوقف تصطدم تمامًا مع كل األحزاب واملـيـلـيـشـيـات الـطـائـفـيـة املــوالــيــة إليــــران بأطرافها الشيعية واإلخوانية والداعشية..! السعوديون خبروا «تنظيم اإلخوان» منذ منتصف القرن املاضي وتعاملوا معه بحسن النية والظن.. هــــذه الــنــيــة والـــظـــن الــحــســن جــعــلــت مـــن التنظيم «مكشوفًا» كاملرآة للساسة السعودين، ومع كل أزمة لعقود يزداد عندهم انكشاف سوءة هذا «التنظيم» الــخــبــيــث الـــــذي كــــان خـمـيـنـيـًا مـــع الــخــمــيــنــيــن في الثمانينات!! وبعثيًا مع البعثين في التسعينات وقاعديًا مع بن الدن في العشرية األولى من األلفية الـثـانـيـة ثــم إيــرانــي الــهــوى والــهــويــة مـنـذ أن تولى التنظيم السلطة في مصر وتحت عناية سيئ الذكر «بــــاراك أوبــامــا» حـتـى أزاحـــه املــصــريــون وجيشهم القوي، بعد أن تجول بكل وقاحة أحمدي نجاد في ربوع األزهر!! وحاول إعادة تسويقه وتجميل إيران معه الرئيس املعزول محمد مرسي عن طريق ابتداع الـلـجـنـة الــربــاعــيــة لـحـل األزمــــة الــســوريــة بمشاركة مــجــرمــيــهــا نـــجـــاد وأردوغــــــــــــان، فـــأبـــت السعودية بمواقفها الراسخة أن تساعد في تسويق املجرمن وإظهارهم كحمامة سالم بعد أن أسالوا أنهارًا من دماء الشعب السوري!! ولـو أردنــا إيجاز مواقف التنظيم السياسية تحت عبارة واحدة من خالل كل األحزاب املمثلة له في مصر وتركيا والعراق وسورية واألردن وفلسطن واليمن وفي كل مكان على وجه األرض فيمكن تلخيصها: بــالــوقــوف الــتــاريــخــي الــدائــم مــع الــولــي الـفـقـيـه في إيـــــران وتــســويــق مــنــدوبــيــه، ومــخــاتــلــة السعودية ومخادعتها قدر اإلمكان، فإن لم يستطيعوا لجأوا ملعاداتها واملزايدة عليها ومحاولة ضرب زعامتها الــروحــيــة فــي الــعــالــم اإلســـالمـــي مــن خـــالل تسويق خامئني وأردوغان !