Okaz

«نقطونا بسكاتكم»

-

من ال يريد أن يفهم الحقائق كما هي، ومن ال تكون الحقائق على هـــــواه، والـــــذي يـحـمـل فــي ذهــنــه نــوايــا خــاصــة تـنـطـلـق مــن أجندة مــحــددة، ســـوف يستمر فــي املـغـالـط­ـة والـتـعـام­ـي والـتـزيـي­ـف بشكل سافر وفاضح وكريه. هكذا هم الذين يتعاملون مع بعض األحداث والقضايا الداخلية عندما تتم إثارتها خارجيًا بصورة مشبوهة وتوظيفها في سياق ال يخلو من الخبث. واملشكلة لم تعد فقط في املأجورين األجانب في وسائل اإلعالم ووسائط التواصل، بل أصبح لدينا بعض املحسوبني على الوطن من الذين يضعون مفردة (لكن) بإسراف عندما يبدو ظاهريًا أنهم يؤيدون قرارات الدولة ومواقفها، بينما هم في الحقيقة يعترضون عليها بمثل هـذه االستدراكا­ت املتعمدة. اإليـجـاز اإلعـالمـي الــذي قدمه وزيــر الخارجية عــادل الجبير بشأن أزمة العالقات مع كندا أكد على أن أسباب احتجاز بعض املوقوفني واملــوقــ­وفــات هــي أمنية محضة، وليست حقوقية كما تـقـول كندا أو غيرها. هنا تكون القضية واضحة جــدًا، لكن بعض من أشرنا إليهم آنفًا يقولون إذا كـان األمــر كذلك فلتوضح اململكة لكندا ما تلك األسباب األمنية التي أدت إلى احتجازهم حتى ال يساء الظن باململكة وحتى تتضح الحقيقة للمهتمني بها، وهنا تكمن املشكلة فاململكة ليست مجبرة على إخــراج معلوماتها األمنية ألي جهة خارجية ألسـبـاب كثيرة. نحن املواطنني املتابعني لـشـؤون وطننا نتمنى أن نـعـرف الـتـفـاصـ­يـل، وذلـــك مــن حـقـنـا، لكننا نـحـتـرم قرار الدولة بتحديد الوقت الذي تراه مناسبًا للخروج علينا باملعلومات التفصيلية بعد اكتمال اإلجراء ات التي تحكمها األنظمة، وبالتالي يكون مستهجنًا عندما نسمع أحدًا يطالب بإفشاء معلومات أمنية لجهات أجنبية فقط لتفادي سوء الظن بإجراء ات الدولة. الــرضــوخ لـلـضـغـوط إذا بــدأ مــرة واحــــدة تسقط الـهـيـبـة وتتالشى السيادة، والــدول القوية الواثقة مما تفعله ال ترتكب هـذا الخطأ، لذلك نقول للذين يريدون تبييض وجهنا أمام اآلخرين بالرضوخ إلمالءاتهم: نقطونا بسكاتكم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia