توقعت االنهيار.. أردوغان يناشد بإخراج «ما حتت البالطة»
١ ٣
قبل 65 يومًا تنبأت «عكاظ» بقرب انهيار العملة التركية، ومـــا سـيـتـلـوهـا مـــن انــعــكــاســات مــبــاشــرة تــؤثــر سـلـبـًا على االقتصاد التركي، أدت إلى مناشدة الرئيس رجب أردوغان مواطني بالده بتحويل مدخراتهم الشخصية من العمالت األجــنــبــيــة (الـــــدوالر والـــيـــورو وغيرها) إلـى الليرة التركية؛ ملـنـع نـزيـفـهـا الحاد واملـــــــــتـــــــــواصـــــــــل في الــــبــــنــــوك وأســـــــــواق الـــــصـــــرافـــــة، بعدما هوت أمس األول (الجمعة) ملستويات قياسية بنسبة .%20 وبلغ سعر صرف الدوالر .%6.64 وتراجعت بنسبة %46.76 مقارنة بمستوياتها التي سجلتها قبل 12 شهرًا. واسـتـبـقـت «عــكــاظ» الــتــطــورات املــتــالحــقــة، ودعــــوة األتراك بــإخــراج «مـــا تـحـت الــبــالطــة» فــي مـــادة نـشـرتـهـا بــتــاريــخ 7 يونيو املاضي. وطرحت مجموعة من التكهنات والتساؤالت، أجابت عنها األيام القليلة املاضية، شملت سياسة املصرف املركزي التركي في رفع معدالت الفائدة، التي على العكس مـن السياسة االقتصادية التي يدعو إليها الرئيس رجب أردوغان باستمرار لخفض الفائدة، وهل سيصعد التضخم إلـــى أكــثــر مـمـا وصل إليه قبيل االنتخابات الــــــرئــــــاســــــيــــــة، أم أن «املـلـفـات الخارجية» الـتـي أقحمت نفسها فـيـهـا تــركــيــا تسببت فـــــــــي هـــــــــــذا الـــــتـــــرنـــــح املفاجئ؟ تـوقـعـات «عــكــاظ» لــم تـــأت مــن فــــراغ، بــل رصـــدت بــنــاء على لغة االقـتـصـاد الـتـي ال تـكـذب وال تتجمل وال تحابي أحدًا على حساب آخر، وال سبيل لخداعها أو استمالة جانبها أو تهديدها بـ «عصا السلطان» أو من ينوب عنه. فقبل ما يربو على الشهرين، أعلن معهد اإلحصاء التركي ارتفاع أسعار االستهالك «التضخم» إلى %15.12 في شهر مايو املاضي، مقارنة %85.10ـب في أبريل ،2018 مع فقدان الليرة التركية %20 مـن قيمتها فـي الــــ051 يومًا األخيرة؛ ما حدا باملصرف املركزي التركي إلى رفع معدالت الفائدة الرئيسية على عكس السياسة االقتصادية التي يدعو إليها أردوغان باستمرار لخفض معدالت الفائدة لتحفيز النمو، وهو ما يؤكده خبراء أنه يقوض استقالل املصرف املركزي، فـــي ظـــل مـــا يــثــيــره املــســتــثــمــرون مـــن مـــخـــاوف عــــدم اتخاذ الحكومة التركية إجـــراءات كافية ملواجهة التضخم وسط إشارات على تدهور االقتصاد. التخوفات من اندالع أزمة كبيرة توقعتها أيضا املؤسسات املصرفية الـتـركـيـة، إذ حــذر بنك «كــي. إن. بــي» أيـضـا على لسان كبيرة االقتصاديني في البنك جوكس شيليك، من أن التضخم سـيـزداد أكثر، وأن املصرف املـركـزي لديه «دوافع كافية» لرفع معدالت الفائدة.