Okaz

همبـــــكة )2(

- طارق علي فدعق * * كاتب سعودي

ظهرت مصطلحات فنية جديدة رائعة خـال السنوات املاضية ومنها مصطلح «الهندرة» ويرمز إلى توليفة ضــم كلمتي «الــهــنــ­دســة» زائـــد «اإلدارة» = «الهندرة». ويعكس بشكل عام مفهوم تطبيق الدقة، والقياس في اإلدارة. وأقــتــرح هـنـا أن نضيف جــرعــات مــن «الـبـكـش» عـلـى مصطلح «الهندرة» لينتج مصطلح «الهمبكة» واملقصود هو «الفراخة» املقننة بـالـدقـة، والـقـيـاس، واألســلــ­وب العلمي. وهــو مـن املـبـادئ املطبقة اليوم في أغـرب األماكن واخترت لكم التالي: عندما أقلعنا بطائرة البوينج 777 من جدة إلى الرياض، كانت جميع املقاعد محجوزة.. 341 راكبًا بلطف الــلــه، ولـكـن طـائـرتـنـ­ا كـانـت «خـفـيـفـة» نسبيا ألن مــشــوارن­ــا كان قصيرًا، وكانت كمية الوقود املحمولة قليلة نسبيًا، وبالتالي فلم تكن هناك حاجة الستخدام كامل قوة دفع املحركني الجبارين. ولذا فحسب املتطلبات الفنية، قام طاقم الطائرة بوضع «كذبة بيضاء» في حاسوب الدفع الذي يوجه قوة املحركني. قاما بإدخال درجة حرارة غير صحيحة لتقليص متطلبات قــوة املـحـركـن­ي. وتـحـديـدًا أدخــا درجــة حــرارة جدة وكأنها 44 درجة مئوية، بالرغم أن درجة الحرارة الفعلية كانت 34 درجة فقط. وبناء على ذلك قام الحاسوب بتقليص القوة لحماية املحركني من الحرارة الخارجية املرتفعة، «يعني يعني» أن الحرارة مرتفعة جدًا. وهذا األسلوب في التعامل مع إدارة قوة الطائرة من املمارسات القديمة التي لم تتغير بالرغم من تطورات أنظمة التحكم. وستجدها في الطائرات الــتــجــ­اريــة كـانـعـكـا­س «لــفــراخـ­ـة» مصممي أنـظـمـة الــدفــع فــي الشركات املختلفة. ولكن هناك ما هو أغرب من هذا بكثير.. دعونا نزور عالم الطب وسنجد أن بعض األدوية تنتمي إلى فئة «الهمبكة» في أقوى أدوارها وتسمى «باسيبو» على وزن «بلى وسيبو». ومعنى الكلمة الاتينية «سأقدم لكم الراحة» أو باألصح «سأبسطك». واملوضوع باختصار أن هناك أدويــة تعتمد على قــوة اإليـحـاء للعاج وتخفيف اآلالم. تعتمد هذه األدوية على التهيئة النفسية للمريض علمًا بأنها ال تحتوي على أية مكونات صيدالنية تذكر.. ربما «رشـة» سكر للتغليف، وبعض من الشمع الامع لإلقناع املريض بأنه يتناول الــدواء املتعوب عليه. ومن أقوى التطبيقات في هذا املجال ستجدها في الحاالت النفسية. وعالم «البلي وسبيو» أشبه بالبحر فهو يحتوى على أغرب األسرار العميقة. وإحــــدى أغـــرب األدلــــة نـجـدهـا فــي أحـــد أشــهــر األدويــــ­ـة واســمــه العلمي «دايا زيبام» ولكن العالم يعرفه باسمه التجاري وهو «الفاليوم». هذا الدواء الرهيب كان األول في العقاقير املضادة لاكتئاب، وكان من أكثر األدويــة مبيعًا في العالم. ومفعوله كـان رائـعـًا، ولكنه يتطلب أن يعلم املريض أنه يتناوله لتخفيف حدة حالته النفسية.. سبحان الله إن لم يعلم املريض ذلك، فا تأثير للدواء؛ يعني العاج األساس بداخل جسم اإلنسان. والعجيب أن كبسوالت البكش أقوى تأثيرًا من حبوب البكش. والكبسوالت امللونة أقوى تأثيرًا من البيضاء، و«شرنجة» البكش أقوى تأثيرًا من حبوب وكابسوالت البكش، واألجهزة الطبية الضخمة أقوى من كل ذلك.. ومعظمها همبكة في همبكة. أمنيــــــ­ة: من الغرائب أننا لم نضف مصطلحات تليق بتفشي ظاهرة البكش في حياتنا. في مجتمعات اإليسكيمو في بيئتها الثلجية توجد عشرات املصطلحات لـوصـف الـثـلـوج املختلفة نـظـرًا لـكـثـرة أنــواعــه، وأشكاله، وبرودته، وصابته. أتمنى أن نضيف الكلمات الائقة لوصف املمارسات امللتوية املتفشية اليوم بما يليق بأشكالها وألوانها املختلفة. وأخيرًا: أؤكد لكم بأن مقالي هذا عن الهمبكة، ولكنه خال منها، والله عز وجل يشهد على كامي.. وهو من وراء القصد.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia