محاولة فاشلة لإلجازة

كنت قـد طلبت مـن رئيس التحرير والــزمــالء األعـــزاء فـي الصحيفة إجازة قـصـيـرة لــظــرف خــاص يتطلب ذلـــك، نـــادرًا يــحــدث هــذا ألن مــا بيني وبني الجريدة والـقـراء حبل سـري أشعر أن إيقاع حياتي يرتبك لو توقف ضخ الحوار فيه، لكن مع ذلـك ومـع بعد املسافة وحتى وأنــا تحت ضغط وعكة لئيمة تـزامـنـت مــع ظــرفــي، لــم أسـتـطـع الـتـوقـف عــن مـتـابـعـة مــا يــحــدث في الوطن عبر الصحف وغيرها من خـالل هـذا الجهاز العجيب الـذي نحمله في جيوبنا، إنه إدمان شديد السطوة لم يعد ممكنًا محاولة التخلص منه، متأخر جدًا بل مستحيل أن تطلب الشفاء بعد أكثر من ربع قرن من معاقرة شيء بشكل مستمر. مــن األحــــداث الــبــارزة الــتــي دفعتني لقطع إجـــازة الـكـتـابـة انـفـجـار مشكلة املجتمع مع شركة الكهرباء مرة أخرى بعد مرور وقت غير طويل على أزمة الفواتير األخيرة، احتفال صحيفتي عكاظ بمرور 60 عامًا على صدورها، وفـاة أديـب بـارز من الجيل املؤسس لألندية األدبية وشخصية اجتماعية وطنية عرفتها واقتربت منها وحزنت كثيرًا لرحيلها، األستاذ محمد بن عبدالله الحميد الرئيس السابق لنادي أبها األدبــي، الزخم الكبير لتطور الـخـدمـات الهائلة الـتـي تقدمها اململكة لحجاج بيت الـلـه الــحــرام وتوجه أنظار العالم من أقصاه الى أقصاه باتجاه اململكة خالل هذه األيام، وهناك أحــداث كثيرة هنا وهناك كلها تحرض على إلغاء فكرة االنقطاع املؤقت عن الكتابة تحت أي ظرف، إال الشديد القوي الذي ال تستطيع تجاوزه. إنه اإلدمان فعال يا أصدقائي، إدمان العالقة الوثيقة التي ربطتنا زمنًا طويال وأصبحت من خاللها أتنفس الحياة وأشعر بطعمها الخاص. ال أدري إن كان قد دعا على شخصي الضعيف أخونا رئيس التحرير الصديق الجميل «جميل الذيابي» فأصبت بهذه االنتكاسة السريعة والعودة للكتابة رغم أنه وافق بأريحية وطيب خاطر كما بدا لي، أم أن العلة األساسية موجودة لدي ولم أزد عن محاولة البحث عن أسباب تبرر انتكاستي. على أي حـال هـذه أفشل وأســرع محاولة لإلجازة من الكتابة، ولعل العود أحمد.