القوة للمرأة

صمت تدحرج خلفنا وبنى لنا جبال يعانق روضنا والشمس تحجب راية كانت لنا ونمت صخور بيننا جاء الخريف وفي جناحيه سرا ٌب باملنى وعيوننا أفواهنا كيف الربيع مضى ولم يزهر لنا؟ فثمارنا طيف تسامر بالغنى في ليلة أحالمها.. أوتارها عمر هوى وسقوط أوراق يراقب ظلنا حتى يكون لنا حمى! تأتي الرياح فترتوي آثارنا سكب الغبار نسيمه جبل وصخر والتراب غدا لنا أرجوحة األلحان تعزف نبضنا في واحة أمالحها

ٍّ كأس ترنم بالصدى فهفت لها األشجار تطلب ودها والغيث كان ولم يزل في معجم األلفاظ يحفل بالغزل أنشودة قرئت لنا وكتابنا حرث وزرع والسحاب رفيقنا! ومدارس األطفال تنشد شعرنا من قلب األوراق كي ال تلتصق؟ غراؤها زمن سرى فيها ع ِلق! فربيعنا وخريفنا وجبالنا وصخورنا حرف ينام وفي مناحله عبر. قد يتفق الكثير على كون القوة محمودة للمرأة، وأن القوة جزء من كينونة املرأة التي يستند عليها الرجل، لتقيم حياة أسرتها وتبقيها على ذات التوازن، وافتخر بذلك معظم النساء. نعم نحتاج للقوة أحيانًا، والـقـوة هنا ليست بمعنى سليطة اللسان، قوية البدن تقذف الناس بالحجارة، لتبقى كلمتها وحدها العليا، ودون ذلك السفلى، ليست بمعنى إلغاء الرجل من حياتها أو إسقاط كلمته، ألنها ذات رأي مستقل، وأنها القادرة على القيام بكل شيء دون الحاجة إليه. القوة الفعلية التي تجمل املرأة ويحتاجها الرجل، قوة إيمانها بدينها وذاتها أيضًا، رجاحة عقلها قدرتها على تدارك أي انهيار قد يحال إليه أمرها فتقيمه، قوتها بضعفها ولني جانبها لزوجها، وفي بقاء كرامتها قائمه حيث ال تسلب حقوقها وال ينتقص من قدرها. فنحن معشر النساء خلقنا من وهن وإن رفعنا أثقاال، وعلت أصواتنا، وشد فينا الظهر. نحن من وهـن وإن حملنا ما ال طاقة لنا بـه، وأخـذنـا أدوارًا ال تناسبنا فقط ألننا أجبرنا عليها، وألنها فرضت علينا إلزامًا، وألننا أنصاف أخرى متممة لك.. نحن من وهن وإن اجتمع الناس أفوجًا أفواجًا يصفقون لثبات امرأة واستقامتها غير املستندة برجل، فهم ال يعلمون انهياراتها ولو استطاعت لصرخت أمامهم غاشية وقذفت بكل هذا الثقل لتتحرر لتتخفف على األقل منه، مع أول محاولة تمد يدك بصدق معاونًا لها. نحن من وهن وهذه حكمة الله في خلقنا، وهكذا جبلت طبيعتنا األنثوية؛ لذا جعلكم الله لباسًا لنا، قوامني علينا، خلقنا من ضلع أعوج منكم.. لتستندوا علينا فنقيمكم ال لتكسرونا فنزيلكم..