جهاد الليرة

دائمًا وأبدًا ال أحد يرغب أن تتفشى الفوضى في املنطقة، ولكن وكما تشير الدالئل يبدو أن املنطقة مقبلة على انقالب عسكري ولــن يـكـون فـاشـال هــذه املـــرة، هــذا أمــر واضــح جــدًا خـاصـة إذا تذكرنا أنه تم طرد أكثر من 300 ألف دكتور ومهندس وطبيب وعـسـكـري ومـــدرس وقـــاض مــن أعمالهم والتهمة كـانـت دعم االنقالب! هذه الخبرات التي أزيحت عن املشهد وبجرة قلم هل كان أحد يتوقع أن تقوم لهذا النظام الحاكم قائمة بعد كل هذا الظلم؟! تركيا تتجه لهذا األمر وبسرعة ولن يقف أحد ضد االنقالب؛ ألن تركيا اليوم تواجه أزمة حقيقية تحتاج قيادة جديدة تفكر بتركيا وشعبها ال أن يصبح جل اهتمامها احتواء الهاربني واملطاريد، الرئيس التركي بـدال من مواجهة أزمـة اقتصادية بتعقل يواجهها بشعبوية لن تفيد تركيا واألتراك. تــرديــد أن الــغــرب يستهدف تركيا أمــر ال يمكن تصديقه في هذه املرحلة، فتركيا لم تستهدف عندما تعاملت مع شياطني التطرف دفعًا للكرد وكــان النتاج تفكيك منظومة «الثورة» السورية. وبعيدًا عـن تركيا وانقالبها الــقــادم، خــالل هــذه الفترة قرأت لثالث شخصيات عربية ناشطة في وسائل التواصل، األول كويتي اسـمـه على قـوائـم اإلرهــــاب، والـثـانـي سـعـودي هارب، والثالث مصري من مطاريد الربيع، الثالثة جعلوا من دعم عملة تركيا جهادًا في سبيل نصرة اإلسالم! والثالثة كفروا علنًا كل من يناهض سياسة الرئيس التركي و«يتشمت» فيما يحدث.. ال أعــلــم عــن أي إســـالم يـتـحـدث هـــؤالء الــقــوم، والــكــارثــة أنهم يرفضون منح اآلخرين حق أن يكونوا مسلمني.. أجازوا علمانية تركيا وحرموها عند اآلخرين.. في كل يوم يتعرى هؤالء القوم أكثر ويكشفون عن السوء الذي كان خافيًا في نفوسهم.. دفــع الـبـسـطـاء لتحويل مـا يملكون لليرة تـركـيـة أمــر ال يمت لــلــجــهــاد بـــصـــلـــة، لـــن يــعــوضــهــم أحــــد عــنــدمــا يـــخـــســـرون ما يملكون.. هــم يعلمون أنـهـم يـكـذبـون لكنهم يستمرون فــي هــذا الكذب بحثًا عن قطيع يؤمن بهم وبكذباتهم.. ادعــم من تـحـب بكلمة، بمقال، بقصيدة، بتحليل، بـأي شيء، لكن ال تجعل من الفتوى الدينية سالحًا تدافع به عن السوء..